للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال: إنّ الحارث لمّا أتى حائط مرو ليلا فنقب فيه بابا ودخله، وأصبح الكرمانىّ فى أثره داخلا من الباب، قالت المضريّة للحارث:

- «قد تركنا الخنادق فهو يومنا وقد فررت غير مرّة.» فترجّل، فقال:

- «أنا فارسا [٢٥٧] خير لكم منّى راجلا.» قالوا:

- «لا نرضى إلّا أن تترجّل فترجّل، فقتل هو وأخوه بشر بن جرموز، وعدّة من فرسان تميم، وانهزم الباقون، وصلب الحارث وصفت مرو لليمن. فهدموا دور المضريّة. فقالت أمّ كثير الضبّيّة:

لا بارك [١] الله فى أنثى وعذّبها ... تزوّجت مضريّا آخر الدهر

أبلغ رجال تميم قول موجعة ... أحللتموها بدار الذّلّ والفقر

إن أنتم لم تكرّوا بعد جولتكم ... حتّى تعيدوا رجال الأزد فى الطمر

إنّى استحيت لكم من بذل طاعتكم ... هذا المزونىّ [٢] يحبيكم على قهر

[توجيه أبى مسلم إلى خراسان]

وفى هذه السنة وجّه إبراهيم بن محمّد أبا مسلم إلى خراسان. وكتب إلى أصحابه:

- «إنّى قد أمرته بأمرى، فاسمعوا منه واقبلوا قوله. فإنّى قد أمّرته على


[١] . الأبيات تجدها فى الطبري (٩: ١٩٣٥) .
[٢] . فى مط: المروذى.

<<  <  ج: ص:  >  >>