للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يطبّق الأرض فكذلك دعوة ولد العبّاس تطبّق الأرض، وتأويل الظلّ أنّ الأرض لا تخلو من الظلّ أبدا، فكذلك لا تخلو الأرض من خليفة عبّاسىّ أبد الدهر.

وقدمت على أبى مسلم الدعاة من أهل مرو بمن أجاب الدعوة فكان أوّل من قدم عليه أهل التقاذم مع أبى الوضّاح فى تسع مائة راجل وأربعة فرسان. وقدم أهل السقاذم مع أبى القاسم محرز بن إبراهيم فى ألف وثلاثمائة راجل وستّة عشر فارسا، فجعل أهل التقاذم [١] يكبّرون من ناحيتهم [٢٦٧] وأهل السقاذم يجيبونهم بالتكبير. فلم يزالوا كذلك حتّى دخلوا عسكر أبى مسلم بسيفيذنج [٢] وذلك يوم السبت من بعد ظهور أبى مسلم بيومين.

وأمر أبو مسلم أن يرمّ حصن سيفيذنج وتحصّن وتدرّب سيفيذنج بالدروب. فلمّا حضر العيد من يوم الفطر بسيفيذنج أمر أبو مسلم سليمان بن كثير أن يصلّى به وبالشيعة، ونصب له منبرا فى العسكر، وأمره أن يبدأ بالصلاة قبل الخطبة، بغير أذان ولا إقامة. وكانت يومئذ تبدأ بالخطبة بأذان ثمّ الصلاة بإقامة على رسم صلاة يوم الجمعة، فيخطبون على المنابر جلوسا فى الجمع والأعياد. وأمر أبو مسلم سليمان بن كثير فى الركعة الأولى أن يكبّر ستّ تكبيرات تباعا. ثمّ يقرأ ويركع السادسة [٣] ويفتتح الخطبة بالتكبير ثمّ يختمها بالقرآن، وكانت بنو أميّة تكبّر فى الركعة الأولى أربع تكبيرات يوم العيد، وفى الثانية ثلاث تكبيرات. فلمّا قضى سليمان بن كثير الخطبة والصلاة انصرف أبو مسلم والشيعة إلى طعام قد أعدّه لهم أبو مسلم فطعموا مستبشرين.


[١] . فى مط والطبري (٩: ١٩٥٥) : السقادم (فى كلا الموضعين) . وفى حواشي الطبري:
التقادم.
[٢] . ضبط الاسم فى الأصل بالذال وبالدال كليهما. فوحّدنا الضبط على الذال المعجمة.
[٣] . فى آ: ويركع بالسابعة. ويكبّر فى الركعة الثانية خمس تكبيرات تباعا، ثم يركع بالسادسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>