للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طلحة بن زريق أن يأخذ البيعة على الناس من الهاشميّه خاصّة. وأبو منصور هذا أحد النقباء الاثني عشر الذين اختارهم محمّد بن علىّ من السبعين الذين استجابوا له سنة ثلاث ومائة.

وكان مفوّها، نبيلا، فصيحا، عالما بحجج الهاشميّة وكان أبوه حيّا، يكنّى أبا زينب، وكان شهد حرب عبد الرحمن بن الأشعث وصحب المهلّب بن أبى صفرة، فكان أبو مسلم يشاوره فى الأمور، ويدعوه بالكنية:

- «يا با طلحة ما تقول، وما رأيك؟» وكانت بيعته [٢٩١] :

- «أبايعكم على كتاب الله وسنّة نبيّه صلّى الله عليه، والطاعة للرضا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه، عليكم بذلك عهد الله وميثاقه والطلاق والعتاق والمشي إلى بيت الله عزّ وجلّ وعلى ألّا تسألوا رزقا ولا طعما [١] حتّى يبدأكم به ولاتكم وإن كان عدوّ أحدكم تحت قدمه ألّا يهيّجوه إلّا بأمر ولاتكم.» ولمّا حبس أبو مسلم سلم بن أحوز، ويونس بن عبد ربّه، وعقيل بن معقل، وأصحابهم، وشاور أبا طلحة فيهم، فقال له:

- «اجعل سوطك السيف وسجنك القبور.» فأقدم عليهم أبو مسلم فقتلهم. وكانت عدّتهم أربعة وعشرين رجلا صناديد.

ويقال: إنّ أبا مسلم لمّا دخل دار الإمارة بمرو، أرسل إلى نصر مع لاهز بن


[١] . طعما: فى الأصل وآ ومط والطبري (٩: ١٩٨٩) : «طمعا» . ولعلّ الصواب ما فى حواشي الطبري: «طعما» كما أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>