للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المضريّة من الترمذ عليهم مسلم بن عبد الرحمن الباهلي. فالتقوا مع أصحاب عثمان بن جديع، فهزموا أصحاب عثمان وغلب على بلخ المضريّة، وأخرجوا الفرافصة، وبلغ الخبر عثمان بن جديع والنضر بن صبيح وهما بمرو الرود فأقبلا نحوهم. وبلغ أصحاب زياد بن عبد الرحمن فهربوا من تحت ليلتهم، فقصّر النضر فى طلبهم رجاء أن يفوتوا، وجدّ أصحاب عثمان حتّى لقوهم.

فاقتتلوا قتالا شديدا، وانهزم أصحاب عثمان وأكثر فيهم القتل ومضت المضريّة إلى أصحابهم، ورجع أبو داود من مرو إلى بلخ، وسار أبو مسلم ومعه علىّ بن جديع إلى نيسابور، واتّفق رأى أبى مسلم ورأى أبى داود على أن يقتل أبو مسلم عليّا ويقتل أبو داود عثمان فى يوم واحد. فلمّا قدم أبو داود بلخ، بعث عثمان إلى الختّل فيمن معه [٢٩٨] من أهل مرو ويمانية أهل بلخ وربعيّهم. فلمّا خرج من بلخ خرج أبو داود فاتبع الأثر فلحقه على شاطئ نهر بوخش [١] من أرض الختّل فوثب أبو داود على عثمان وأصحابه، فحبسهم، ثمّ ضرب أعناقهم جميعا.

وقتل أبو مسلم فى ذلك اليوم علىّ بن جديع، وقد كان أبو مسلم أمره أن يسمّى له خاصّته ليولّيهم ويأمر لهم بجوائز، فسمّاهم له فقتلهم جميعا.

[قدوم قحطبة بن شبيب على أبى مسلم]

وفى هذه السنة قدم قحطبة بن شبيب على أبى مسلم خراسان منصرفا من عند إبراهيم بن محمّد، ومعه لواء عقده له إبراهيم. فوجّهه أبو مسلم على مقدّمته، وضمّ إليه الجيوش، وجعل إليه العزل والولاية، وكتب إلى الجنود بالسمع له والطاعة.


[١] . فى مط: بوخس. ومكان العبارة فى الطبري (٩: ٢٠٠٠) بياض.

<<  <  ج: ص:  >  >>