للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنقّب عليهم فهرب القوم وخلّفوا متاعهم، فأخذه أصحاب نصر، فبعث به نصر إلى ابن هبيرة.

وكان ابن هبيرة قد أمدّ بغطيف فى ثلاثة آلاف وقد بلغ الرىّ فعرض غطيف لمّا أنفذه نصر وأخذ الكتاب من رسول نصر والمتاع وبعث به مع صاحبه إلى ابن هبيرة، فغضب نصر وقال:

- «أبى يتلعّب ابن هبيرة؟ أيشغب علىّ بضغابيس [١] قيس؟ أما والله لأدعنّه، فليعرفنّ أنّه ليس بشيء ولا ابنه الذي تربّض [٢] له الأشياء.» وسار نصر نحو الرىّ وعلى الرىّ حبيب بن بديل النهشلي، فلمّا بلغ غطيفا قرب نصر من الرىّ خرج متوجّها إلى همذان، وفيها مالك بن أدهم بن محرز الباهلي، فلمّا رأى غطيف مالكا فى همذان عدل منها إلى إصبهان، إلى عامر بن ضبارة. [٣٠٨] ولم يلتق نصر مع غطيف، ثمّ مرض نصر، وكان يحمل حملا وتوجّه إلى همذان فمات فى الطريق.

وبلغ الحسن موت نصر، فبعث خزيمة بن خازم إلى سمنان، وأقبل قحطبة من جرجان، وقدّم أمامه زياد بن زرارة القشيري وكان زياد ندم على اتباع أبى مسلم، فانخزل عن قحطبة وأخذ طريق إصبهان يريد عامر بن ضبارة.

فوجّه قحطبة خلفه المسيّب بن زهير، فلحقه من غد العصر، فقاتله وانهزم زياد، وقتل عامّة من صحبه، ورجع المسيّب إلى قحطبة. ثمّ سار قحطبة إلى قومس، وبها ابنه الحسن، وقدم خزيمة بن خازم من الوجه الذي كان وجّهه فيه الحسن، وقدّم قحطبة ابنه الحسن إلى الرىّ، وبلغ حبيب بن بديل النهشلي

و


[١] . الضّغبوس: ولد الثعلب. الرجل الضعيف.
[٢] . فى الأصل وآ: تربّض. فى مط والطبري (١٠: ٢) تربّص. تربّض: تربّص.

<<  <  ج: ص:  >  >>