للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأمّا بسّام فإنّه لمّا أتى الأهواز خرج منها عبد الواحد إلى البصرة. وأمّا سفيان فإنّه لمّا قدم عليه الكتاب والعهد قاتله سلم بن قتيبة ولم يسلّم له، وكان مبدأ قتاله إيّاه أنّ سفيان كتب إليه يأمره بالتحوّل عن دار الإمارة ويخبره بما أتاه من رأى أبى سلمة، فامتنع سلم وحشد إليه سفيان [١] اليمانيّة وحلفاءهم من ربيعة وغيرها، وجنح إليه قائد من قوّاد ابن هبيرة كان بعثه مددا لسلم فى ألفى رجل فأجمع السير إلى سلم بن قتيبة فاستعدّ سلم له وحشد من قدر عليه من قيس ومضر وموالي بنى أميّة وأشياعهم.

وسارت بنو أميّة الذين بالبصرة إلى نصره فقدم- سفيان فى صفر، فأتى المربد سلم، فوقف منه فى سوق الإبل، ووجّه الخيول فى سكك البصرة للقاء [٣٢٠] من وجّه إليه سفيان. ونادى:

- «من جاء برأس فله خمسمائة، ومن جاء بأسير فله ألف درهم.» ومضى ابن سفيان واسمه معاوية فى ربيعة خاصّة، فلقيه خيل [٢] من تميم فى سكّة فطعن رجل [منهم] فرس معاوية، فشبّ به وصرعه. ونزل إليه آخر فقتله وحمل رأسه إلى سلم بن قتيبة فأعطاه عشرة آلاف درهم فانكسر سفيان لقتل ابنه، فانهزم ومن معه وخرج من فوره هو وأهل بيته حتّى أتوا القصر الأبيض فنزلوه، ثمّ ارتحلوا منه إلى كسكر. وتغلّب على البصرة سلم، ثمّ أتاه كتاب ابن هبيرة أن يصير إلى الأهواز، وتغلّب بالبصرة جماعة بقوا فيها أيّاما يسيرة. وقام أبو العبّاس السفّاح فولّاها سفيان بن معاوية.


[١] . فى مط: ابنه سفيان اليمانية.
[٢] . خيل: كذا فى الأصل. فى مط: فى خيل. فى الطبري (١٠: ٢٢) : رجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>