للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «امض [٣٣٢] حتّى تكون أسفل من عسكر ابن علّى.» وبعث إليه من ورائه من يشغله، ففعل ذلك وبعث عبد الله بن علىّ المخارق بن عفّان فى أربعة آلاف حتّى نزل على خمسة أميال من عسكر عبد الله بن مروان. فبعت عبد الله بن مروان الوليد بن معاوية، وسار إليه مروان فقال مروان لمّا التقى العسكران لعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز:

- «إن زالت الشمس اليوم فلم يقاتلونا، كنّا الذين ندفعها إلى عيسى بن مريم، وإن قاتلونا قبل الزوال فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.» وأرسل مروان إلى عبد الله بن علىّ يسأله المواعدة فقال عبد الله:

- «كذب ابن زريق، لا تزول الشمس حتّى أوطئه الخيل إن شاء الله.» فقال مروان لأهل الشام:

- «لا تبدأوهم.» وجعل ينظر إلى الشمس. فحمل الوليد بن معاوية بن مروان وهو ختن [١] مروان على ابنته. فغضب وشتمه وتمّم الوليد حملته، فهزم أبا عون فانحاز إلى عبد الله بن علىّ. فقال موسى بن كعب:

- «مر الناس أن ينزلوا.» فنودي:

- «الأرض، الأرض.» فنزل الناس وأشرعوا الرماح وجثوا على الركب فحمل أهل الشام كأنهم جبال حديد، ومالوا على أصحاب عبد الله بن علىّ كأنّهم سحابة فصبروا لهم على حالهم. [٣٣٣] فقال [٢] :


[١] . ختنه: تزوّج إليه وصاهره.
[٢] . كذا فى الأصل. فى آ: فيقال. فى مط: فقيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>