للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحدّث فقال: لقينا مروان ببوصير ونحن فى جماعة يسيرة، فشدّوا علينا فانضوينا إلى نخيل، ولو يعلمون بقلّتنا لأهلكونا، فقلت لأصحابى:

- «إن أصبحنا فرأونا ونحن نفر يسير لم ينج منّا أحد.» وذكرت قول بكير بن ماهان:

- «أنت والله تقتل مروان، كأنّى أسمعك تقول: دهيذ يا جوانكان [١] فكسرت جفن سيفي وكسر أصحابى جفون سيوفهم وقلت: دهيذ يا جوانكان، فكأنّها نار صبّت عليهم، فانهزموا.» وحمل رجل على مروان فضربه بسيفه فقتله.

وكتب عامر بن إسماعيل إلى صالح بن علىّ فكتب صالح بن علىّ إلى أمير المؤمنين أبى العبّاس:

- «إنّا اتّبعنا عدوّ الله الجعدىّ حتّى ألجأناه إلى أرض عدوّ الله شبيهه فرعون، فقتله [٢] بأرضه.» وبعث صالح برأسه مع يزيد بن هانئ، وكان على شرطة أبى العبّاس يوم الأحد لثلاث بقين من ذى الحجّة سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

ورجع صالح إلى الفسطاط ثمّ انصرف إلى الشام فدفع الغنائم إلى أبى عون، والسلاح والأموال والرقيق إلى أبى الفضل ابن دينار، وخلّف أبا عون على مصر.

وقتل مروان وهو ابن نيّف وستين سنة واختلف [٣٣٩] الناس فى النيّف، فلذلك لم أثبته.

فكانت ولايته من حين بويع إلى أن قتل خمس سنين وعشرة أشهر وستّة عشر يوما.


[١] . انظر الطبري (١٠: ٥٠) .
[٢] . فى الأصل ومط: فقتله. وما صححناه يؤيّده الطبري (١٠: ٥٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>