للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بن مرّة فى أيلة بأرض البلقاء والبثنيّة [١] وحوران.

وكان قد لقيه عبد الله بن علىّ فى جموعه فقاتله، وكان بينه وبينهم وقعات وكان من قوّاد مروان وفرسانه، وكان سبب تبييضه الخوف على نفسه وقومه فبايعته قيس وغيرهم ممّن يليهم من أهل تلك الكور. فلمّا بلغ عبد الله بن علىّ تبييض أهل قنّسرين دعا حبيب بن مرّه إلى الصلح فصالحه وآمنه ومن معه، وخرج متوجّها نحو قنّسرين للقاء أبى الورد، فمّر بدمشق، فخلّف عليها أبا غانم عبد الحميد بن ربعي فى أربعة آلاف رجل من جنده، وكان بدمشق يومئذ امرأة عبد الله بن علىّ أمّ البنين بنت محمّد بن عبد المطلّب النوفلية وأمّهات الأولاد [٣٤١] لعبد الله بن علىّ وثقل له، فلمّا قدم حمص فى وجهه انتقض عليه بعده أهل دمشق، فبيّضوا ونهضوا مع عثمان بن عبد الله بن سراقة الأزدى، فنهضوا إلى أبى غانم ومن معه فقاتلوه وهزموه، وقتلوا من أصحابه مقتلة عظيمة، وانتهبوا ما كان عبد الله بن علىّ خلّفه من ثقله ومتاعه ولم يعرضوا لأهله، وبيّض أهل دمشق واستجمعوا على الخلاف.

ومضى عبد الله بن علىّ وقد كان تجمّع مع أبى الورد جماعة من أهل قنّسرين وكاتبوا من يليهم من أهل حمص وتدمر، فقدم منهم ألوف وعليهم أبو محمّد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان، فرأسوا عليهم أبا محمّد ودعوا إليه وقالوا:

- «هو السفياني الذي كان يذكر.» وهم نحو من أربعين ألفا.

فلمّا دنا منهم عبد الله بن علىّ، وأبو محمد معسكر [٢] بجماعتهم فى مرج


[١] . كذا فى الأصل والطبري (١٠: ٥٢) .
[٢] . فى الأصل ومط والطبري (١٠: ٥٣) : فعسكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>