للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيرتهم شبيهة بسيرة من تقدّمهم، ثمّ هجم عليهم عسكر غريب منهم، لهم معرّات وأطماع فيهم تبرّموا بهم، فلمّا خرج أبو الورد لما ذكرنا، غيرة وحميّة على نساء مسلمة، انتقض الناس من كل ناحية، وكان بحرّان يومئذ موسى بن كعب فى ثلاثة آلاف من الجند، صاحب عبد الله بن علىّ، وسار إليه الناس مبيّضين من كل وجه، فحاصروه ومن معه، وأمرهم متشتت ليس عليهم رأس يجمعهم وقدم على بقيّة [١] ذلك إسحاق بن مسلم من أرمينيه كان شخص عنها حين بلغته هزيمة مروان فرأسته جنود الجزيرة حتّى حاصر موسى بن كعب.

فوجّه أبو العبّاس أخاه أبا جعفر بمن معه من الجنود التي كانت بواسط محاصرة ابن هبيرة، فمضى حتّى مرّ بقرقيسيا وأهلها مبيّضون قد غلّقوا أبوابها دونهم، ثمّ قدم مدينة الرقّة وهم على مثل ذلك، وبها بكّار بن مسلم، فمضى نحو حرّان، ورحل إسحاق بن مسلم إلى الرها [٢] فى سنة ثلاث وثلاثين [٣٤٤] ومائة، وخرج موسى بن كعب فيمن معه من مدينة حرّان فلقوا أبا جعفر، وقدم بكّار على أخيه [إسحاق [٣]] مسلم بن عقيل.

فوجّهه إلى رجل من الحروريّة يقال له: بريكة، وهو فى جماعة ربيعة، فصمد له أبو جعفر، فقاتلوه قتالا شديدا وقتل بريكة، وانصرف بكّار إلى أخيه بالرّها فخلفه إسحاق بها، ومضى شميشاط [٤] ، فخندق على عسكره، وأقبل أبو جعفر حتّى قاتله بكّار بالرها فكانت بينهم وقعات.

وكتب أبو العبّاس إلى عبد الله بن علىّ فى المسير بجنوده إلى إسحاق بشميشاط، فأقبل حتّى نزل عليه وهم في ستّين ألفا من أهل الجزيرة جميعا.

و


[١] . بقية: كذا فى آومط. وهي مهملة فى الأصل. فى الطبري (١٠: ٥٦) : تفيئة.
[٢] . الكلمة مقصورة فى الأصل وممدودة فى الطبري (١٠: ٥٧) وبضمّ الرّاء فى كليهما.
[٣] . إسحاق: أضفناه من الطبري (١٠: ٥٧) وهو غير موجود فى الأصل وآ ومط.
[٤] . فى الأصل: شميشاط. فى الطبري (١٠: ٧٥) : سميساط (بالإهمال) .

<<  <  ج: ص:  >  >>