للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنود هلكوا لضيق ما هم فيه من غلاء السعر.» فلمّا أتاه الكتاب ألقاه إلى أبى أيّوب فقال له:

- «قد أبدى صفحته، وقد خلع، فلا تناظره.» فوجّه إليه محمّدا ابنه وقدّم لحربه خازم بن خزيمة، ثمّ شخص محمّد المهدىّ، فنزل نيسابور وتوجّه خزيمة بن خازم إلى عبد الجبّار، وبلغ ذلك أهل مرو الروذ فقاتلوه وجاهدوا فيه حتّى هرب وتوارى. ثمّ طلبوه حتّى أخذوه أسيرا. فلمّا قدم خازم أتاه [به] [١] فألبسه خازم مدرعة صوف وحمله على بعير وجعل وجهه من قبل عجز البعير حتّى انتهى به إلى المنصور ومعه ولده وأصحابه، فبسط عليهم العذاب حتّى استخرج منه ما قدر عليه من الأموال. ثمّ أمر المسيّب بقطع يدي عبد الجبّار ورجليه وضرب عنقه، ففعل المسيّب وأمر المنصور بتسيير ولده إلى دهلك وهي جزيرة بناحية اليمن.

[فتح طبرستان]

ولمّا وجّه المنصور محمّدا المهدىّ إلى قتال عبد الجبّار بن عبد الرحمن، فكفى المهدىّ أمر عبد الجبّار بمن حاربه كره المنصور أن تبطل نفقاته التي أنفقت على المهدىّ [٣٨٩] وجنوده. فكتب إليه: أن يغزو طبرستان وينزل الرىّ ويوجّه أبا الخصيب وخازم بن خزيمة والجنود إلى الإصبهبذ، والإصبهبذ كان يومئذ محاربا للمصمغان ملك دنباوند معسكرا بإزاءه. فبلغه أنّ الجنود دخلت بلاده وأنّ أبا الخصيب دخل سارية، فساء المصمغان ذلك، وقال للإصبهبذ:

- «متى صاروا إليك، صاروا إلىّ.»


[١] . به: الزيادة من الطبري (١٠: ١٣٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>