للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعفر ورجاله وعليهم رياح بن عثمان يطلبني فعدلت إلى بئر فوقفت بين قرنيها أستقى، فلقيني رياح صفحا فقال:

- «قاتله الله أعرابيا، ما أحسن ذراعه.» وحكى بعضى أصحاب محمّد قال: غدوت يوما مع محمّد وعليه قميص غليظ ورداء قرقبي مفتول، فخرجنا من موضع كان فيه، وذكره، حتّى إذا كان قريبا التفت فإذا رياح فى جماعة أصحابه ركبان فقلت:

- «إِنَّا لِلَّهِ [٤٠٠] وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ٢: ١٥٦. هذا رياح.» فقال غير مكترث:

- «امضه.» فمضيت وما تقلّنى رجلاي، وتنحّى هو عن الطريق، فجلس وجعل ظهره ممّا يلي الطريق وسدل هدب رداءه على وجهه وكان جسيما، فلمّا حاذاه رياح قال لأصحابه:

- «امرأة رأتنا فاستحيت.» فأعرض ومضى.

[أخذ جماعة بنى حسن بن حسن]

ولمّا أعيا المنصور محمّد وإبراهيم تقدّم بأخذ جماعة بنى حسن بن حسن فأخذ رياح، وكان والى المدينة، حسن بن حسن بن حسن [١] ، وإبراهيم أخاه، وحسن بن جعفر بن حسن، وسليمان بن عبد الله ابني داود بن حسن بن حسن، وعبّاس بن حسن بن حسن بن حسن، وكان صغيرا، فقالت أمّه عائشة بنت طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر:


[١] . انظر الطبري (١٠: ١٧٠- ١٦٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>