للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على علمه الماضي فيهم واصطفائه لهم.

«وأمّا ما ذكرت من فاطمة أمّ [١] أبى طالب وولادتها، فإنّ الله لم يرزق أحدا من ولدها الإسلام لا ابنة ولا ابنا، ولو أنّ أحدا من ولدها رزق الإسلام بالقرابة رزقه عبد الله بن عبد المطلب أولاهم بكلّ خير فى الدنيا والآخرة، ولكنّ الأمر إلى الله [٤١٣] يختار لدينه من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ولقد بعث الله محمّدا صلّى الله عليه وله عمومة أربعة، فأنزل الله: وأنذر عشيرتك الأقربين [٢] ، فدعاهم وأنذرهم، فأجاب اثنان أحدهما أبى، وأبى اثنان أحدهما أبوك فقطع الله ولايتهما منه ولم يجعل بينه وبينهما إلّا ولا ذمّة ولا ميراثا.

- «وزعمت أنّك ابن خير أهل النار، وأنّك ابن خير الأشرار، وابن أخفّ أهل النار عذابا وليس فى الكفر بالله صغير ولا فى عذاب الله خفيف ولا يسير، وليس فى الشرّ خيار ولا ينبغي لمؤمن يؤمن بالله أن يفخر بالنار. وسترد فتعلم وسيعلم الذين ظلموا أىّ منقلب ينقلبون [٣] .

- «وأمّا ما فخرت به من فاطمة أمّ علىّ، فإنّ هاشما ولده مرتين ومن فاطمة أمّ حسن وأنّ عبد المطلب ولده مرتين، وأنّ النّبى صلّى الله عليه وسلّم ولدك مرتين، فخير الأوّلين والآخرين رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، لم يلده هاشم إلّا مرة واحدة ولا عبد المطلب إلّا مرّة.


[١] . فى آ: بنت أبى طالب
[٢] . س ٢٦ الشعراء: ٢١٤
[٣] . س ٢٦ الشعراء. آيه: ٢٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>