للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «أيّها الناس، إنّ هذا الرجل قد قرب منكم فى عدد وعدّة، وقد حللتكم من بيعتي، فمن أحبّ المقام فليقم ومن أحبّ الانصراف فلينصرف.» فتسلّلوا حتّى بقي فى شرذمة ليست بالكثيرة.

وحكى أنّ محمدا دعا الغاضرىّ فقال له:

- «أنا أعطيك سلاحا فهل تقاتل معى به؟» قال: «نعم، إن أعطيتنى [١] رمحا أطعنهم به وهم بالأعوص.» قال الغاضري: ثمّ قال لى:

- «ما تنتظر؟» قلت: «ما أهون عليك، أبقاك الله، أن أقتل ويمروّا بى فيقال والله كان لبادنا.» قال: «ويحك، قد بيّض أهل الشام وأهل العراق وأهل خراسان.» قلت: «اجعل الدنيا زبدة وأنا فى مثل صوفة الدواة ما ينفعني، [٤٢٠] هذا عيسى بن موسى بالأعوص.» وكان وجّه أبو جعفر مع عيسى بن موسى بابن الأصمّ ينزّله المنازل، فلمّا قدموا نزلوا على ميل من مسجد رسول الله، صلّى الله عليه، فقال ابن الأصمّ:

- «إنّ الخيل لا عمل لها مع الرجّالة، وإنّى أخاف إن كشفوكم أن يدخلوا عسكركم.» فرفعهم إلى سقاية سليمان بن عبد الملك بالجرف وهي على أربعة أميال من المدينة وقال:

- «لا يهرول الرجل أكثر من ميلين أو ثلاثة حتّى تأخذه الخيل.» فتحدّث محمّد بن أبى الكرام بن عبد الله بن علىّ بن عبد الله بن جعفر قال:

أرسلنى عيسى لمّا قرب من المدينة بأمانه إلى محمّد. فقال محمّد:


[١] . فى مط: أطعنى، بدل «أعطيتنى» .

<<  <  ج: ص:  >  >>