للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال له: «فأمضه.» قال: فانصرف قثم إلى منزله، فدعا غلاما له فقال:

- «إذا كان غدا فتقدمني فاجلس فى دار أمير المؤمنين، فإذا رأيتنى قد دخلت وتوسّطت أصحاب المراتب، فخذ بعنان بغلتي، واستوقفنى واستحلفني بحقّ رسول الله صلّى الله عليه وحقّ العبّاس وحقّ أمير المؤمنين، لمّا وقفت لك، وسمعت مسألتك، وأجبت عنها، فإنّى أنتهرك وأغلّظ لك القول، فلا يهولنّك ذلك منّى، وعاودني بالمسألة، فإنّى سأشتمك فلا يهولنّك، وعاودني القول والمسألة، فإنّى سأضربك بالسوط فلا يشقّنّ ذلك عليك، وقل لى:

- «أىّ الحيّين أشرف، اليمن أم مضر؟» فإذا أجبتك فخلّ عنان بغلتي وأنت حرّ.» قال: فغدا الغلام، فجلس حيث أمره به مولاه [٤٧٥] من دار الخليفة، فلمّا جاء الشيخ فعل الغلام ما أمره به، وفعل المولى ما كان قال له وقال:

- «أىّ الحيّين أشرف، اليمن أم مضر؟» فقال له قثم:

- «مضر، منها رسول الله صلّى الله عليه وفيها كتاب الله، وفيها بيت الله، ومنها خليفة الله.» قال: فامتعضت اليمن إذ لم يذكر لها شيئا من شرفها. فقال قائد من قوّاد أهل اليمن لغلامه:

- «قم، فخذ بعنان بغلة الشيخ فاكبحها كبحا عنيفا تطامن [١] منه.» ففعل الغلام ما أمر به مولاه حتّى كاد يقعيها [٢] على عراقيبها فامتعضت من


[١] . فى الطبري (١٠: ٣٦٦) تطامن به منه.
[٢] . كذا فى الأصل والطبري (١٠: ٣٦٦) : يقعيها. فى مط: يعقبها (بتقديم العين) .

<<  <  ج: ص:  >  >>