للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحفر له سربا من موضع مسامت للموضع الذي هو فيه محبوس.

وكان يعقوب بن داود بعد أن أطلق يطيف با بن علّاثة وهو قاضى المهدىّ بمدينة السلام ويلزمه حتّى أنس به، وعرف يعقوب ما عزم عليه الحسن بن إبراهيم من الهرب، فأتى ابن علّاثة فأخبره أنّ عنده نصيحة للمهدىّ، وسأله إيصاله إلى أبى عبيد الله، فسأله عن تلك النصيحة، فأبى أن يخبره وحذّره فوتها، فانطلق ابن علّاثة إلى أبى عبيد الله، فأخبره خبر يعقوب وما جاءه به، فأمر بإدخاله عليه.

فلمّا دخل سأله إيصاله إلى المهدى ليورد عليه النصيحة التي له عنده، فأدخله عليه، فلمّا دخل على المهدىّ، شكر له بلاءه عنده فى إطلاقه إيّاه، ثمّ أخبره أنّ له عنده نصيحة، فسأله عنها بمحضر من أبى عبيد الله وابن علّاثة، فاستخلاه منهما، فأعلمه المهدىّ ثقته بهما، فأبى أن يبوح له بشيء حتّى يقوما، فأقامهما، فأخلاه، فأخبره خبر الحسن بن إبراهيم وما أجمع به، وإنّ ذلك كائن من ليلته المستقبلة. فوجّه المهدىّ من وثق به ليأتيه بخبره فأتاه بتحقيق ما أخبره به [٤٩٠] يعقوب، فأمر بتحويله إلى نصير، فلم يزل فى حبسه إلى أن احتال أو أحتيل له، فخرج هاربا وافتقد فشاع هربه، فطلب فلم يظفر به، وتذكّر المهدىّ دلالة يعقوب إيّاه كانت عليه، فرجا عنده من الدلالة عليه مثل الذي كان منه فى أمره، فسأل أبا عبيد الله عنه، فأخبره أنّه حاضر. وقد كان لزم أبا عبيد الله فدعا به المهدىّ خاليا فذكر له ما كان من فعله فى أمر الحسن بن إبراهيم أولّا، ونصحه له فيه، وأخبره بما حدث من أمره، فأخبره يعقوب أنّه لا علم له بمكانه، وأنّه إن أعطاه أمانا [١] يثق به، ضمن له أن يأتيه به، على أن يتمّ له على أمانه ويصله ويحسن إليه. فأعطاه المهدىّ ذلك فى مجلسه وضمنه له.


[١] . أمانا: فى آ: ضمانا. والطبري (١٠: ٤٦٣) كالأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>