للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رؤساء الشيعة فى ذلك اليوم على خلعه والوثوب به، ففعلوا ذلك وضربوا الباب بجرزهم وعمدهم، فهشموا الباب وكادوا يكسرونه، وشتموه أقبح شتم، وأظهر المهدىّ إنكارا لذلك فلم يزعهم [١] ذلك، بل زادوا إلى أن كاشفه ذوو الأسنان من قومه وأهل بيته بحضرة المهدىّ وأبوا إلّا خلعه وشتموه فى وجهه وكان أشدّهم عليه محمّد بن سليمان.

فلمّا رأى المهدىّ ذلك من رأيهم، أمر عيسى بموافقتهم، ودعاه إلى الخروج ممّا له من العهد فى أعناق المسلمين وتحليلهم منه، فأبى، وذكر أنّ عليه أيمانا محرّجة فى ماله وأهله فأحضر له من الفقهاء والقضاة، منهم محمّد بن عبد الله بن علاثة [٢] وغيره من أفتاه بأن يبتاع أمير المؤمنين ما له فى أعناق الناس بما له فيه رضاه ممّا يخرج منه من ما له لما يلزمه من الحنث فى يمينه، وهو عشرة آلاف ألف درهم، وضياع بالزاب الأعلى وكسكر، فقبل ذلك [٤٩٤] عيسى وخلع نفسه على المنبر، وبويع لموسى بعد المهدىّ.

وكتب عليه بذلك كتاب قرئ عليه بحضرة الأشراف والقضاة والعدول، فاعترف به، وبذل خطّه [٣] فيه وشهد فيه أربعمائة وثلاثون رجلا من بنى هاشم والصحابة من قريش والموالي والوزراء والكتّاب والقضاة.

حجّ المهدىّ وما كان منه فى مكّة والمدينة

وفى هذه السنة حجّ المهدىّ بالناس وحجّ معه ابنه هارون وجماعة من أهل بيته. وكان ممّن شخص معه يعقوب بن داود على منزلته الرفيعة التي كانت


[١] . فى الأصل: يزعمهم. وهو خطأ. فى آومط: يزعهم. فى الطبري (١٠: ٤٧١) وعح (٢٧١) : يرعهم.
[٢] . لا شدّة عليه هنا فى الأصل وفى الطبري (١٠: ٤٧٢) .
[٣] . انظر الطبري (١٠: ٤٧٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>