للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عزل موسى بن عيسى عن مصر]

وفيها عزل الرشيد موسى بن عيسى عن مصر، وولّى جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك مصر، فولّاها جعفر عمر بن مهران.

ذكر السبب فى ولايته وما كان منه كان قد بلغ الرشيد أنّ موسى بن عيسى بن موسى قد تجبّر بمصر وعزم على الخلع، فقال:

- «والله لا أعزله إلّا بأخسّ من على بابى، انظروا لى رجلا.» فذكر عمر بن مهران، وكان إذ ذاك يكتب للخيزران ولم يكتب قطّ لغيرها، وكان رجلا أحول مشنوء الوجه، وكان لباسه خسيسا أرقع [١] ثيابه طيلسانه، وكانت قيمته ثلاثين درهما وكان يشمّر ثيابه ويقصّر كمامه ويركب بغلا وعليه رسن [٥٥١] ولجام حديدىّ ويردف غلامه خلفه. فدعا به وولّاه مصر حربها وخراجها وضياعها. فقال:

- «يا أمير المؤمنين، أتولّاها على شريطة.» قال: «وما هي؟» قال: «يكون إذنى إلىّ إذا أصلحت البلاد انصرفت.» فجعل له ذلك، فمضى إلى مصر، واتصلت ولاية عمر بموسى بن عيسى، فكان يتوقّع قدومه. فدخل عمر بن مهران مصر على بغل وغلامه أبو درّة على بغل، فقصد دار موسى والناس عنده. فدخل وجلس فى أخريات الناس، فلمّا تفرّق الناس قال موسى بن عيسى:


[١] . فى آ: أرفع، بدل «أرقع» .

<<  <  ج: ص:  >  >>