للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «ألك حاجة يا شيخ؟» قال: «نعم.» وأخرج الكتب، فدفعها إليه، قال: «يقدم أبو حفص أبقاه الله.» قال: «فأنا أبو حفص.» قال: «أنت عمر بن مهران؟» قال: «نعم.» فقال: «لعن الله فرعون حين قال: أليس لى ملك مصر؟ [١] » ثمّ سلّم إليه العمل ورحل، فتقدّم عمر بن مهران إلى أبى درّة غلامه فقال:

- «لا تقبل من الهدايا إلّا ما يدخل فى الجراب، لا تقبل دابّة ولا جارية ولا غلاما.» وجعل الناس يبعثون بضروب الهدايا والألطاف فلا يقبل إلّا المال والثياب ويأتى بها [٥٥٢] عمر فيوقّع عليها أسماء من بعث بها. ثمّ وضع الجباية وكان بمصر قوم قد اعتادوا المطل وكسر الخراج، فبدأ برجل منهم فلواه فقال:

- «والله لا أدّيت [٢] ما عليك من الخراج إلّا فى بيت المال بمدينة السلام إن سلمت.» قال: «فإنّى أؤدّى.» وتحمّل عليه، فقال:

- «قد حلفت ولا أحنث.» فأشخصه مع ثلاثة من الجند، وكتب معهم إلى الرشيد. وكان العمّال يكاتبون إذ ذاك الخليفة:


[١] . س ٤٣ الزخرف: ٥١. وزاد فى آ: ... وهذه الأنهار تجرى من تحتي.
[٢] . فى الطبري (١٠: ٦٢٧) : لا تؤدّى.

<<  <  ج: ص:  >  >>