للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المساجد والرباطات وغزا ما وراء النهر، فخرج إليه خاراخرّة ملك اسروشنة وكان ممتنعا.

واتخذ الفضل بن يحيى جندا من عجم خراسان سمّاهم العبّاسيّة، وجعل ولاءهم له، وبلغت عدّتهم خمسمائة ألف رجل، وقدم بغداذ منهم عشرون ألف رجل فسمّوا ببغداذ الكرنبيّة، وخلّف الباقي بخراسان على [٥٥٤] على أسمائهم ودفاترهم.

وفرّق الفضل من الأموال ما هو بالسرف أليق منه بالجود. وقد ذكرنا من ذلك طرفا. فمّما جرى له من هذا النمط أنّ إبراهيم بن جبريل كان خرج مع الفضل مكرها، فأحفظ الفضل ذلك عليه. قال إبراهيم: فدعاني يوما بعد ما أغفلنى حينا، فلمّا صرت بين يديه سلّمت، فما ردّ علىّ، فقلت فى نفسي: شرّ والله، وكان مضطجعا فاستوى جالسا ثمّ قال:

- «ليفرخ [١] روعك يا إبراهيم فإنّ قدرتي عليك تمنعني منك.» قال: ثمّ عقد لى على سجستان فلمّا حملت خراجها وهبه لى وزادني خمسمائة ألف درهم.

وكان معه عمّه إبراهيم فوجّهه إلى كابل فافتتحها وغنم غنائم كبيرة ووصل إليه فى ذلك الوجه سبعة آلاف ألف [٢] درهم، وكان عنده من مال الخراج أربعة آلاف درهم [٣] . فلمّا قدم بغداد وبنى داره واستزار الفضل ليريه نعمته عليه وأعدّ له الهدايا والطرف وآنية الذهب والفضّة، وأمر بوضع الأربعة آلاف ألف فى ناحية من الدار. فلمّا قال الفضل بن يحيى، قدّم اليه الهدايا والطرف فأبى أن يقبل منها شيئا وقال:


[١] . فى الطبري (١٩: ٦٣٤) ليفرج. فى آ: ليفرخ عن روعك، بزيادة «عن» .
[٢] . فى الأصل: سبعة ألف ألف.
[٣] . وكان «درهم» : سقط من الأصل، فزدناها من آوالطبري (١٠: ٦٣٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>