للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحشة، فواطأ الكاتب قمامة، فسعيا به إلى الرشيد وقالا له:

- «إنّه يطلب الخلافة ويطمع فيها.» فذكر أنّه دخل على الرشيد فقال له:

- «أكفرا للنعمة وجحودا لجليل [٥٧٧] المنّة والتكرمة؟» فقال: «يا أمير المؤمنين، لقد بؤت إذا بالندم، وتعرّضت لاستحلال النقم، وما ذاك إلّا بغى حاسد نافسني فيك مودّة القرابة وتقديم الولاية. إنّك يا أمير المؤمنين خليفة رسول الله صلّى الله عليه، فى أمّته، وأمينه على عترته [١] لك عليها فرض الطاعة وأداء النصيحة، ولها عليك العدل فى حكمها والتثبّت فى حادثها والغفران لذنوبها.» فقال له الرشيد:

- «أتضع لى من لسانك وترفع لى من جناحك؟ هذا كاتبك قمامة يخبر عنك بغلّك وفساد نيّتك، فاسمع كلامه.» فقال عبد الملك:

- «أعطاك ما ليس فى عقده، ولعلّه لا يقدر أن يعضهنى ولا يبهتني بما لا يعرفه منّى» فأحضر قمامة، فقال له الرشيد:

- «تكلّم غير هائب ولا خائف.» قال: «نعم يا أمير المؤمنين، إنّه عازم على الغدر بك والخلاف عليك.» فقال عبد الملك:

- «أهو كذلك يا قمامة؟» قال قمامة: «نعم، لقد أردت ختل [٢] أمير المؤمنين.»


[١] . فى آ: عشيرته.
[٢] . فى آ: خيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>