للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذات يسار [١] ، فأقام بمدينة السلام وتركها بسمرقند وبلغها أنّه قد اتّخذ أمّهات أولاد، وطال عليها أمره، فالتمست شيئا للتخلّص منه، فعىّ عليها وبلغ رافعا خبرها، فطمع فيها وفى مالها، فدسّ إليها من قال لها: إنّه لا سبيل لها إلى التخلّص من صاحبها إلّا أن تشرك بالله وتحضر لذلك قوما عدولا وتكشف شعرها بين أيديهم، ثمّ تتوب فتحلّ للأزواج، ففعلت ذلك وتزوّجها رافع، وبلغ الخبر يحيى بن الأشعث فرفع ذلك إلى الرشيد، فكتب إلى علىّ بن عيسى يأمره أن يفرّق بينهما وأن يعاقب رافعا بجلد الحدّ ويقيّده، ثمّ يطوف به مدينة سمرقند مقيّدا على حمار حتّى يكون عظة لغيره.

فدرأ سليمان بن حميد الأزدى عنه الحدّ وحمله على حمار مقيّدا حتّى طلّقها، ثمّ حبسه فى حبس سمرقند، فهرب من [٥٩١] الحبس ليلا من عند حميد بن المسيح وهو يومئذ على شرطة سمرقند، فلحقّ بعلىّ بن عيسى ببلخ فطلب الأمان فلم يجبه علىّ إليه وهمّ بضرب عنقه، فكلّمه فيه ابنه عيسى بن علىّ، وجدّد طلاق المرأة، وإذن له فى الانصراف إلى سمرقند، فانصرف إليها.

ووثب بسليمان بن حميد عامل علىّ بن عيسى فقتله. فوجّه إليه علىّ بن عيسى ابنه، فمال الناس إلى سباع بن مسعدة، فوثب على رافع فقيّده، واجتمع الناس عليه فقيّدوه ورأسوا رافعا وبايعوه، وطابقه من كان بوراء النهر، ووافاه عيسى بن علىّ بن عيسى، فلقيه رافع، فهزمه ثمّ قتله، فأخذ علىّ بن عيسى فى فرض الرجال والتأهّب للحرب.

[فتح الرشيد هرقلة بأرض الروم]

وفى هذه السنة فتح الرشيد هرقلة بأرض الروم وكان دخلها فى مائة ألف


[١] . يسار. كذا فى الأصل. ما فى الطبري (١١: ٧٠٧) : لسان. وفى حواشيه: يسار.

<<  <  ج: ص:  >  >>