للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمير الصامتين، فإنّ لكلّ مسألة منك ردّا حاضرا وجوابا عتيدا، ولكلّ صامت منك علم محيط باطن بمواعيدك الصادقة، وأياديك الفاضلة، ورحمتك الواسعة، صلّ على محمد وآله، واغفر لنا ذنوبنا وكفّر عنّا سيئاتنا، يا من لا تضرّه [١٩] الذنوب ولا تخفى عليه العيوب ولا تنقصه مغفرة الخطايا. يا من خشعت له الأصوات بألوان اللغات، يسألونك الحاجات، إنّ من حاجتي إليك أن تغفر لى إذا توفّيتنى وصرت فى لحدي، وتفرّق عنّى أهلى وولدي.

اللهم لك الحمد حمدا يفضل كلّ حمد كفضلك على جميع الخلق. اللهم صلّ على محمّد صلاة تكون له رضى، وصلّ على محمد صلاة تكون له حرزا، واجزه عنّا الجزاء الأوفى. اللهم أحينا سعداء وتوفّنا شهداء واجعلنا سعداء مرزوقين ولا تجعلنا أشقياء محرومين.» وذكر الفضل بن الربيع أنّ الرشيد أمره أن يحضر [١] ابن السمّاك ليعظه قال: وأحضرته واستأذنته فى الدخول إليه فقال:

- «أدخله.» فلّما دخل قال له:

- «عظني.» قال: «يا أمير المؤمنين، اتقّ الله وحده لا شريك له واعلم أنّك موقوف غدا بين يدي ربّك، ثمّ مصروف إلى إحدى منزلتين لا ثالث لهما: جنّة أو نار.» فبكى هارون حتّى اخضلّت لحيته.


[١] . فى الأصل: يحضره. والهاء زائدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>