للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عاقلا. فكتب كتابا ووجّههما فلحقاهم بنيسابور قد رحلوا ثلاث مراحل. قال سهل بن صاعد: فأوصلت إلى الفضل بن الربيع كتابه فقال:

- «إنّما أنا واحد منهم.» قال سهل: فشدّ علىّ عبد الرحمن بن جبلة الأبناوى [١] بالرمح. فأمرّه على جبيني [٢] ثمّ قال لى:

- «قل لصاحبك والله لو كنت حاضرا [٢٨] لوضعت الرمح فى فيك. هذا جوابي.» قال ذو الرئاستين: فقلت للمأمون:

- «أعداء قد استرحت منهم ولكن افهم عنّى ما أقول لك إنّ هذه الدولة لم تكن قطّ أعزّ منها أيّام المنصور أبى جعفر، فخرج عليهم المقنّع وهو يدّعى الربوبية، وقال بعضهم طلب بدم أبى مسلم، فتضعضع له بخروجه من بخراسان، ثمّ كفاه الله المؤونة، ثمّ خرج بعده يوسف البرم، [٣] وهو عند بعض المسلمين كافر، فكفاه الله المؤونة، ثمّ خرج اشادشنس يدعو إلى الكفر، فسار المهدى من الرىّ إلى نيسابور، فكفوا المؤونة، ولكن ما أصنع أكثر عليك، أخبرنى كيف رأيت الناس حين ورد عليهم خبر رافع.» قال: «رأيتهم اضطربوا اضطرابا شديدا.» قلت: «فكيف بك وأنت نازل فى أخوالك وبيعتك فى أعناقهم كيف يكون اضطراب أهل بغداد، اصبر فأنا أضمن لك الخلافة.» قال: «قد فعلت وجعلت الأمر إليك فقم به.» قال: فقلت:


[١] . كذا فى الأصل. فى مط: الأناوى. وهو ساقط من آ، وليس موجودا فى الطبري (١١: ٧٧٣) .
[٢] . كذا فى الأصل، وما فى آمهمل. فى الطبري (١١: ٧٧٣) : جنبي.
[٣] . ما فى الأصل مهمل، ويشبه أن يكون البرمر. والضبط من الطبري (١١: ٧٧٣) وفى آ: الزم.

<<  <  ج: ص:  >  >>