للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلم المأمون أنّ عزل الأمين للقاسم وأخيه وإقدامه مدينة السلام وأمره للدعاء لابنه موسى بالأمرة ومكاتبته الأمصار بذلك، تدبير عليه فى خلعه.

فقطع البريد عن محمد وأسقط اسمه من الطّرز ودور الضرب [١] .

وكان رافع بن الليث بن نصر بن سيّار لمّا انتهى إليه حسن سياسة المأمون وسيرته فى رعيّته، بعث فى طلب الأمان لنفسه، وكان هرثمة يجاريه. فلمّا طلب الأمان سارع هرثمة إليه وخرج رافع فلحق بالمأمون وهرثمة بعد مقيم بسمرقند فأكرم المأمون رافعا، وكان مع هرثمة فى حصار رافع طاهر بن الحسين. ثمّ استأذن [٣٢] هرثمة المأمون فى القدوم عليه، فأذن له فتلقّاه الناس، وولّاه المأمون الحرس، فأنكر ذلك الأمين وكتب إلى العبّاس بن عبد الله بن مالك- وكان عامل المأمون على الرىّ وهو آخر حدّه من خراسان-، يأمره أن يبعث إليه بغرائب غروس [٢] الرىّ، وأراد امتحانه. فبعث إليه بما أمره وكتم ذلك المأمون وذا الرئاستين، فبلغ ذلك المأمون فعزله.

ثمّ وجّه الأمين إلى المأمون ثلاثة أنفس رسلا: أحدهم العباس بن موسى بن عيسى، والآخر صالح صاحب المصلّى، والثالث محمد بن عيسى بن نهيك وكتب معهم كتابا فبلغ الخبر بذلك ذا الرئاستين فوجّه رسولا وكتب إلى صاحب الرىّ: أن استقبلهم بالعدّة والسلاح الظاهر. وكتب إلى والى قومس ونيسابور وسرخس بمثل ذلك، ففعلوا. ثمّ وردت الرسل مرو وقد أعدّ لهم من السلاح وضروب العدد والعتاد.

ثمّ صاروا إلى المأمون فأبلغوه رسالة محمد بمسألته تقديم موسى على نفسه ويذكر أنّه سمّاه الناطق بالحقّ، فردّ المأمون ذلك وأباه. فقال العبّاس بن موسى بن عيسى: [٣٣]


[١] . فى آ: من الطرز والضرب. فى الطبري (١١: ٧٧٧) : وأسقط اسمه من الطرز.
[٢] . كذا فى الأصل والطبري (١١: ٧٧٧) فى آومط: عروس (بالإهمال) .

<<  <  ج: ص:  >  >>