للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «إنّ رأى الرشيد كانت فلتة من الخطأ شبّه عليه جعفر بن يحيى بسحره، فغرس لنا غرسا مكروها لا ينفعنا ما نحن فيه [معه [١]] إلّا بقطعه، ولا تستقيم لنا الأمور ولا تصلح إلّا باجتثاثه والراحة منه.» فقال: «أمّا إذا كان رأى أمير المؤمنين خلعه فلا تجاهره فيستكبرها [٢] الناس وتستشنعها العامّة، ولكن تستدعى [٣] الجند بعد الجند والقائد بعد القائد، وتؤنسه بالألطاف والهدايا، وتفرّق ثقاته ومن معه وترغّبهم بالأموال وتستميلهم بالأطماع. فإذا وهنت قوّته ولم تبق له منّة أمرته بالقدوم عليك، فإن قدم صار إلى الذي تريد منه وإن أبى كنت قد تناولته وقد كلّ حدّه وهيض جناحه.» قال محمد:

- «فأقطع [٤] أمرا كصريمة. أنت مهذار خطيب، ولست بذي رأى مصيب، فزل عن هذا الرأى إلى رأى الشيخ الموفّق والوزير الناصح، قم فالحق بمدادك [٣٩] وأقلامك.» فقال يحيى:

- «غضب يشوبه صدق وتجلبه نصيحة، أحبّ إلىّ من رضا يخلطه جهل ويحمله جهل.» وبعث الفضل إلى أحد من رضى عقله ورأيه فاستشاره، فعظّم الرجل عليه أمر البيعة للمأمون، وقبّح الغدر والنكث. فقال الفضل:

- «صدقت، ولكن عبد الله أحدث الحدث الذي وجب به نقض ما عقده


[١] . تكملة من الطبري.
[٢] . كذا فى الأصل وآ: يستكبرها. وما فى الطبري (١١: ٧٩١) : يستنكرها.
[٣] . فى الأصل: يستدعى. صححناه بالسياق.
[٤] . فى الأصل: قطع. فى آ: فأقطع. وهو الصحيح، ويؤيّده ما فى الطبري (١١: ٧٩١) : أقطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>