للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتكلّم سعيد بن الفضل الخطيب قائما، فصدّق ما فى الكتاب وتكلّم بمثله. ثمّ تكلّم الفضل بن الربيع وهو جالس. فأبلغ فى القول وأكثر، وذكر أنّه لا حقّ لأحد فى الإمامة والخلافة إلّا لأمير المؤمنين محمد الأمين، وقال فى آخر كلامه:

- «إنّ الأمير موسى بن أمير المؤمنين قد أمر لكم، يا معشر أهل خراسان، من صلب ماله بثلاثة آلاف درهم يقسّم بينكم.» وانصرف الناس.

شخوص علىّ بن عيسى بن ماهان لحرب المأمون

وفى هذه السنة شخص على بن عيسى بن ماهان إلى الحرب وتوجّه إلى الرىّ. فذكر الفضل بن إسحاق أنّ علىّ بن عيسى توجّه لحرب المأمون يوم الجمعة عشيّا لست بقين من جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين إلى معسكره بنهر بين [١] وكان معه زهاء أربعين ألف رجل ومعه قيد فضّة ليقيّد به المأمون بزعمه، وشيّعه أمير المؤمنين محمد الأمين إلى النهروان، فعرض الجند وأقام يومه بالنهروان، ثمّ انصرف إلى مدينة السلام. وأقام علىّ بن عيسى بالنهروان ثلاثة أيام، ثمّ شخص واعد السير حتّى نزل همذان وكان كاتب من كان بها وبغيرها بالانضمام [٥٠] إلى علىّ بن عيسى. ثمّ عقد لعبد الله بن جبلة الأبناوي [٢] وهو الذي طعن رسول المأمون يوم أنفذه خلف الفضل بن الربيع إلى نيسابور، وتكلّم ما كتبناه على الدينور، وأمره بالمسير فى أصحابه ووجّه معه ألفى ألف درهم إلى علىّ بن عيسى سوى ثلاثة آلاف درهم حملت إليه قبل ذلك، فسار علىّ بن عيسى من همذان إلى الرىّ قبل


[١] . نهر بين (ويقال: نهربيل) : طسّوج من سواد بغداد. (مراصد الإطلاع) .
[٢] . كذا فى الأصل وما فى الطبري (١١: ٧٩٨) : الأنباوىّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>