للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسكتوا، تكلّم المأمون فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:

[كلام المأمون]

- «إنّكم عرّفتمونى من حقّ أمير المؤمنين- أبقاه الله- ما لا أنكره، ودعوتموني من البرّ والإحسان والمؤازرة والمعونة إلى ما أوثره ولا أدفعه، وأنا بالطاعة لأمير المؤمنين خليق وعلى المسارعة إلى ما سرّه ووافقه حريص، وفى الرؤية تبيان الرأى وفى إعمال الرأى يصحّ الاعتزام، والأمر الذي دعاني إليه أمير المؤمنين أمر لا أتأخّر عنه تثبّطا ومدافعة، ولا أتقدّم عليه اعتسافا وعجلة، وأنا فى ثغر من ثغور المسلمين كلب عدوّه، شديدة شوكته، فإن أهملت أمره لم آمن دخول المكروه والضرر على الجند والرعيّة، وإن أقمت عليه لم آمن فوت ما أحبّ من معونة أمير المؤمنين وإيثار طاعته، وانصرفوا حتّى أنظر فى أمرى ويصحّ الرأى فيما أعتزم عليه من مسيري إن شاء الله.»

[ذكر مشاورة [١] المأمون أصحابه وما أشار به الفضل بن سهل]

ولمّا انصرف القوم تعاظم المأمون ما ورد عليه وأكبره ودعا الفضل [٥٨] بن سهل وقال:

- «ما عندك من الرأى؟» قال: «أرى أن تتمسّك بموضعك، وألّا تمكّن من نفسك، ولا تجعل عليك سبيلا وأنت تجد من ذلك بدّا.»


[١] . فى الأصل: مشورة. فى آومط: مشاورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>