للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: «وكيف يمكنني التمسّك بموضعي مع كثرة جنود محمد وعظم خزائنه وكثرة أمواله، مع ما فرّق فى أهل بغداد من صلاته، وإنّما الناس مائلون مع الذهب والفضّة، منقادون لهما، لا يرغبون فى وفاء بعهد ولا أمانة.» فقال الفضل:

- «إذا وقعت التهمة حقّ الاحتراس. وأنا متخوّف عليك من محمد ومن شرهه إلى ما فى يديك، ولأن يكون فى جندك وعزّك مقيما بين ظهرانىّ أهل ولايتك أحرى، فإن دهمك منه أمر حددت [١] له وناجزته وكايدته فإمّا أعطاك الله الظفر عليه وإمّا متّ محافظا متكرّما غير ملق يديك ولا ممكّن عدوّك من الاحتكام فى دينك.» قال المأمون:

- «لو كان أتانى ذلك وأنا فى قوّة من أمرى وصلاح من الأمور، لكان خطبه يسيرا والاحتيال فى دفعه ممكنا ولكنّه أتانى بعد انتشار خراسان واضطراب عامرها وغامرها ومفارقة جبغويه [٢] الطاعة والتواء خاقان وتهيّؤ ملك كابل للغارة على ما [٥٩] يليه من بلاد خراسان وامتناع ملك ابراز بنده [٣] بالضريبة وما لى بواحدة من هذه يد وأنا أعلم أنّ محمدا لم يطلب قدومى إلّا لشرّ يريده بى وما أرى إلّا تخلية ما أنا فيه واللحاق بخاقان ملك الترك والاستجارة به فبالحرى أن آمن على نفسي وامتنع ممّن أراد قهري والغدر بى.»


[١] . كذا فى الأصل وآ ومط: حدّدت. فى الطبري (١١: ٨١٤) : جرّدت.
[٢] . كذا فى الأصل: جبغويه. فى مط جنعويه. وما فى آمهمل تماما. فى الطبري (١١: ٨١٤) :
جيغويه.
[٣] . كذا فى الأصل. فى آ: ايزار بنده. فى الطبري (١١: ٨١٦) : اترار بنده.

<<  <  ج: ص:  >  >>