للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهم قوّة على الخروج. فأقاموا حتّى بلغ زهير قرية شاهي، [١] ثمّ واقعهم ابن طباطبا فهزمهم واستباح عسكرهم وأخذوا ما كان معه من مال وسلاح ودوابّ وغير ذلك.

فلمّا كان من غد ظفره بزهير واستباحته عسكره، مات فجأة، فتحدّث الناس أنّ أبا السرايا سمّه وأنّه إنّما فعل ذلك لأنّ ابن طباطبا لمّا أحرز ما فى عسكر زهير بن المسيّب من المال والسلاح والكراع، منعه أبا السرايا وحظره عليه، وكان الناس له مطيعين فعلم أبو السرايا أنّه لا أمر له فسمّه.

فلمّا مات ابن طباطبا أقام أبو السرايا [١٣١] مكانه غلاما أمرد حدثا وهو محمد بن محمد بن زيد بن علىّ بن الحسين بن علىّ بن أبى طالب، عليهم السلام. فكان أبو السرايا هو الذي ينفّذ الأمور.

وكان الحسن بن سهل قد وجّه عبدوس بن محمد بن أبى خالد المروروذىّ إلى النّيل حين وجّه زهيرا إلى الكوفة. فلمّا هزم أبو السرايا زهيرا خرج عبدوس يريد الكوفة بأمر الحسن بن سهل حتّى بلغ الجامع وزهير مقيم بالقصر، [٢] فتوجّه أبو السرايا إلى عبدوس فواقعه بالجامع فقتله وأسر هارون بن أبى خالد واستباح عسكره وكان فى أربعة آلاف، فلم يفلت منهم أحد كانوا بين قتيل وأسير.

وانتشر الطالبيّون وانحاز زهير إلى نهر الملك وأقبل أبو السرايا حتّى نزل قصر ابن هبيرة بأصحابه وكانت طلائعه تأتى كوثى. ثمّ وجّه أبو السرايا جيوشه إلى البصرة وواسط فدخلوها، وكان بواسط وأعمالها عبد الله بن سعيد الحرشي واليا عليها من قبل الحسن بن سهل، فواقعه جيش أبى السرايا قريبا من واسط فهزموه فانصرف راجعا إلى بغداد وقتل أصحابه وأسروا.


[١] . شاهي: موضع قرب القادسيّة. (مراصد الإطلاع) .
[٢] . بالقصر: كذا فى الأصل ومط وتد (٤٢١) والطبري (١١: ٩٧٨) . وفى آ: بالبصرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>