للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغربي، ونصر بن حمزة بن مالك الجانب الشرقي. وكانفه ببغداد منصور بن المهدى وخزيمة بن خازم والفضل بن الربيع، وقد كان الفضل بن الربيع مختفيا قبل قتل المخلوع. فلمّا رأى محمد بن أبى خالد قد بلغ واسطا بعث إليه يطلب [١٤٥] منه الأمان فأعطاه إيّاه.

وظهر [١] وقدم على محمد بن أبى خالد ابنه عيسى من عند طاهر بن عيسى فاجتمع مع أبيه على قتال الحسن فتعبّأ محمد بن أبى خالد للقتال وتقدّم هو وابنه عيسى مع أصحابهما حتّى صاروا على ميلين من واسط.

فوجّه إليهم الحسن أصحابه وقوّاده فاقتتلوا قتالا شديدا عند أبيات واسط.

فلمّا كان بعد العصر هبّت ريح شديدة وغبرة حتّى اختلط القوم بعضهم ببعض فكانت الهزيمة على أصحاب محمد بن أبى خالد فثبت، فأصابته جراحات شديدة فى جسده، فانهزم هو وأصحابه هزيمة شديدة قبيحة، فقتل أصحاب الحسن منهم وسلبوا حتّى بلغوا فم الصلح [٢] وقلعت الريح ما كان معهم من سفن فيها متاع وسلاح، حتّى أدخلها واسطا فأخذها أصحاب الحسن وتبعوه، ولم يزل يقاتلهم فى كلّ منزل بالنهار، ثمّ يرتحل بالليل حتّى بلغ جرجرايا فاشتدّت به الجراحات. فأمر قوّاده أن يقيموا فى عسكره، وحمله ابنه المعروف بأبى زنبيل حتّى أدخله بغداد ومات محمد من ليلته ودفن فى داره سرّا.

وكان زهير بن المسيّب محبوسا عند جعفر بن محمد بن أبى خالد [١٤٦] فلمّا قدم أبو زنبيل مضى إلى خزيمة بن خازم فأعلمه خبر أبيه وأوصل إليه


[١] . بياض فى الأصل بقدر كلمة، ولكن لا يوجد مكان هذا البياض شيء فى كلّ من آومط وتد (٤٣١) . والعبارة لا توجد فى الطبري بهذه الصورة (١١: ١٠٠٣) .
[٢] . فم الصلح: نهر كبير، وعند فمه كانت دار الحسن بن سهل وفيه بنى المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل. (مراصد الإطلاع)

<<  <  ج: ص:  >  >>