للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له:

- «إنّما كانت دعوتي عباسية، وإنّما كنت أدعو إلى العمل بالكتاب والسنّة، وأنا على ما كنت عليه، أدعوكم إليه الساعة.» فقالوا: «لا نقبل ما تقول، اخرج إلى الناس وقل لهم إنّ ما كنت أدعوكم إليه باطل.» فقال: «نعم.» فأخرج إلى الناس فقال:

- «يا معشر الناس قد علمتم ما كنت أدعوكم إليه من العمل بالكتاب والسنّة وأنا أدعوكم إليه الساعة.» فلمّا قال لهم هذا وجئوا [١] فى عنقه وضربوا وجهه. فقال لهم:

- «يا معشر الحربية، المغرور من غررتموه؟» فأخذ وأدخل إلى إسحاق فقيّده، ثم أخرجوه إلى إبراهيم بن المهدى بالمدائن فحبسه مع قوم من أصحابه. وأشاعوا أنّ عيسى قتله تخوّفا من الناس أن يعلموا بمكانه فيخرجوه. وكان بين خروجه وبين أخذه إثنا عشر شهرا.

[شخوص المأمون من مرو إلى العراق]

وفى هذه السنة شخص المأمون من مرو يريد العراق [٢] .

والسبب فى ذلك أنّ علىّ بن موسى بن جعفر الرضا أخبر [١٥٩] المأمون بما فيه الناس من


[١] . فى الأصل: وجؤا.
[٢] . انظر الطبري (١١: ١٠٢٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>