للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: «إنّى لا أعرف لك عملا أولى من مرتدات [١] البحر وصدقات الوحش وخراج وبار.» فقال: «اكتبه لى بخطّك.» فكتب ذلك له بخطّه، فذهب الشيعي حتّى عرض الرقعة على المأمون وسأله تقليده ذلك العمل. فقال له:

- «من كتب لك هذه الرقعة؟» قال: «شيخ من الكتّاب يحضر الدار كلّ يوم.» قال: «هلمّه.» فلمّا أدخل، قال له المأمون:

- «ما هذا يا جاهل، قد بلغ بك الفراغ إلى مثل هذا؟» فقال: «يا أمير المؤمنين أصحابنا هؤلاء ثقات يصلحون لحفظ ما تحصّل استخراجه وصار فى أيديهم. [١٧٢] فأمّا شروط الخراج، حكمه، وما يجب تعجيل استخراجه، وما يجب تأخيره، وما يجب إطلاقه، وما يجب منعه، وما يجب إنفاقه، وما يجب الاحتساب، به فلا يعرفونه، وتقليدهم يعود بذهاب الارتفاع، فإن كنت يا أمير المؤمنين لا تثق بنا فمر بأن يضمّ إلى كلّ رجل منهم رجل منّا، فيكون الشيعي يحفظ الأموال ونحن نجمعه.» فاستصاب المأمون كلامه، وأمر بتقليد عمّال السواد وكتّابهم، وأن يضمّ إلى كلّ واحد منهم واحد من الشيعة. وضمّ مخلد إلى ذلك الشيخ، فقلّده ناحية جليلة.

وفيها ولّى المأمون عيسى بن محمد بن أبى خالد أرمينية وأذربيجان


[١] . مرتدات: الحرف الأوّل غامض فى الأصل. فى مط: يريدات. والعبارة فى آ: «بريذات البحر والأخرى بريدات [بالإهمال إلّا فى الحرف الأخير] البحر» . فى تد (٤٥١) : بريدات. والمرتدة:
المردّه: الفائدة. ولم نجد الرواية فى الطبري فى هذه السنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>