للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكرت، فطمع أهل قم فى مثل ذلك وكان خراجهم ألفى ألف درهم، فكانوا يستكثرونها. فرفعوا إلى المأمون يشكون ثقل الخراج ويسألونه الحطّ فلم يجبهم المأمون، فامتنعوا ولم يؤدّوا شيئا، فوجّه المأمون إليهم علىّ بن هشام ثمّ أمدّه بعجيف فحاربهم فظفر بهم وقتل يحيى بن عمران وهدم سور قم وجباها سبعة آلاف ألف، بعد ما كانوا يتظلّمون من ألفى ألف درهم.

[ودخلت سنة إحدى عشرة ومائتين]

المأمون يدسّ رجلا إلى عبد الله بن طاهر

وفيها قال بعض إخوة المأمون للمأمون:

- «يا أمير المؤمنين، إنّ عبد الله بن طاهر يميل إلى ولد أبى طالب وكذا كان أبوه قبله.» قال: فدفع المأمون ذلك وأنكره.

ثمّ عاد لمثل هذا القول، فدسّ إليه رجلا وقال له:

- «امض فى هيئة القرّاء [١] والنسّاك إلى مصر فادع جماعة من كبرائها إلى القاسم بن إبراهيم بن طباطبا واذكر مناقبه وعلمه وفضائله ثمّ صر بعد ذلك إلى بعض بطانة عبد الله بن طاهر ثمّ ائته فادعه ورغّبه فى استجابته [١٨٥] له، وابحث عن دفين نيّته بحثا شافيا، وأتنى بما تسمع منه.» قال: ففعل الرجل ما قال له وأمره به، حتّى إذا دعا جماعة من الرؤساء والأعلام قعد يوما بباب عبد الله بن طاهر وقد ركب إلى عبيد الله بن السرىّ بعد صلحه وأمانه. فلمّا انصرف قام إليه الرجل فأخرج من كمّه رقعة فدفعها إليه فأخذها بيده. قال: فما هو إلّا أن دخل خرج الحاجب، فأدخله عليه


[١] . فى الأصل وآ وتد (٤٦١) : الغزاة. فى مط: العراة. فى الطبري (١١: ١٠٩٦) : القرّاء، وهو الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>