للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يهابه جميع أمرائهم، ويحضر بابه وفود الترك والصين والخزر ونظرائهم. وكان مكرما للعلماء. وقد كان غزا برجان [١] . ثم رجع فبنى الباب [٢] والأبواب.

وفي زمانه ولد عبد الله أبو النبي- صلّى الله عليه وسلّم-. والنبي أيضا- عليه السلام- وملك ثماني [٣] وأربعين سنة. أمّا عبد الله بن عبد المطلب فانّه ولد لأربع وعشرين سنة من ملكه. وبعث إلى المنذر بن النعمان- وأمّه ماء السماء امرأة من اليمن [٤]- فملّكه الحيرة وما كان يليه آل الحارث بن عمرو، وردّ الأمر إلى نصابه.

[تدابير أنوشروان لاستغزار الأموال وتثميرها]

ومن أحسن ما دبّره أنوشروان في استغزار الأموال وتثميرها [١٨٣] أنّه بعد فراغه من الثغور وملوك الأطراف، وتوظيفه الوظائف على أقاصى الملوك من الترك والخزر والهند وغيرهم، وبيعه مدن الشام ومصر والروم على ملك الروم بأموال عظيمة، وإلزامه جزية يحملها في كلّ سنة على ألّا يغزو بلاده، نظر في الخراج وأبواب المال التي كان يستأديها الملوك قبله من بلاده. فإذا رسوم الناس كانت جارية على الثلث من الارتفاع خراجا، ومن بعض الكور الربع، ومن بعضها الخمس، ومن بعضها السدس، على حسب شربها [٥] وعمارتها، ومن جزية الجماجم [٦] شيئا معلوما.

وكان الملك قباذ بن فيروز تقدّم- في آخر ملكه- بمسح الأرض سهلها


[١] . في مط: «عمر بن خان» بدل «غزابرجان» ! برجان، بالفهلوية:LVarjan:بلد من نواحي الجزر (مع) ، والجزر: مصحّف الجرز، والجرز: معرّب گرج. بالفارسية: گرجستان (مت) .
[٢] . الباب والأبواب، باب الأبواب، الدربند، دربند نوشروان: مدينة على بحر الخزر (مع) .
[٣] . في الطبري: سبعا (٢: ٨٩٩) .
[٤] . في الطبري: من النمر.
[٥] . الشرب: الماء. النصيب من الماء. وقت الشرب.
[٦] . الجماجم: جمع مفرده الجمجمة: البئر تحفر في السبخة، أو ضرب من المكاييل (مو) .

<<  <  ج: ص:  >  >>