للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: «قد شئت الآن على أن تؤجّلنى أجلا أحمل فيه عيالي وأتجهّز.» قال له الأفشين:

- «قد والله نصحتك غير مرّة وأنا أنصحك الساعة: خروجك اليوم فى الأمان خير من غد.» قال: «قد قبلت أيّها الأمير.» قال له الأفشين:

- «فابعث بالرهائن التي كنت سألتك.» قال: «نعم. أمّا فلان وفلان فهم على ذلك الجبل، فمر أصحابك بالتوقّف عنهم.» فجاء رسول الأفشين ليردّ الناس. فقيل له:

- «من يردّ الناس؟ إنّ أعلام الفراغنة [١] قد دخلت البذّ وصعدوا بها إلى القصور.» فصاح الأفشين بالناس ودخل ودخلوا وصعد الناس بالأعلام فوق القصور وقد كان بابك كمّن فى قصوره وهي أربعة، ستمائة راجل. فوافاهم الناس فصعدوا فوق القصور بالأعلام وامتلأ شارع البذّ وميدانها من الناس وفتح أولئك الكمناء أبواب القصور وخرجوا يقاتلون الناس، ومرّ بابك حتّى دخل الوادي الذي يلي هشتاذ سر واشتغل الأفشين وقوّاده بالحرب على أبواب القصور وأحضروا النفّاطين فصبّوا عليهم النفط والناس والنار يهدمون [٢٣٤] القصور حتّى قتلوهم عن آخرهم.

وأخذ الأفشين أولاد بابك وعيالاتهم وأمر الناس بالانصراف فانصرفوا، وكان عامّة الخرّمية فى البيوت فرجع الأفشين إلى الخندق بروذ الروذ.


[١] . فى آومط: الفراعنة (بالعين المهملة) . والأصل مثل الطبري (١١: ١٢١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>