للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر قطعة من سيرة أنوشروان وسياساته كتبتها على ما حكاه أنوشروان نفسه في كتاب [١] عمله في سيرته وما ساس به مملكته]

وقرأت فيما كتب أنوشروان من سيرة نفسه قال:

[رجل اخترط السيف وأراد الوثوب علينا]

«كنت يوما جالسا بالدّسكرة [٢] وأنا سائر إلى همذان لنصيف هناك وقد أعدّ طعام للرسل الذين بالباب من قبل خاقان، والهياطلة، والصين، وقيصر، وبغبور، إذ دخل رجل من الأساورة مخترطا سيفه حتى وصل إلى الستر [٣] . فقطع الستر في ثلاثة أماكن، وأراد الدخول حيث نحن، والوثوب علينا. فأشار علىّ بعض خدمي أن أخرج إليه بسيفي. فعلمت أنّه إن كان إنّما هو رجل واحد، فسوف يحال بيننا وبينه، وإن كانوا جماعة فانّ سيفي لا يغنى شيئا، فلم أخف ولم أتحرّك من مكاني. فأخذه بعض الحرس، فإذا هو رجل رازى من حشمنا وخاصتنا [١٨٨] فلم يشكّوا أنّ من هو على رأيه كثير، فسألونى ألّا أجلس ولا أحضر الشرب في جماعة حتى أستبين الأمر. فلم أجبهم إلى ذلك لئلّا يرى الرسل منّى جبنا،


[١] . هو نفس ما ذكره ابن النديم باسم: «كتاب التاج في سيرة أنوشروان» أو: «الكارنامج في سيرة أنوشروان» نقله ابن المقفع من الفهلوية إلى العربية (الفهرست: ١١٨، ٣٠٥، مت: ٤٣) .
[٢] . الدسكرة دستگرد Dastgard دستگرد خسرويه، دسكرة الملك: على طريق طيسفون- همدان (حب) على ١٠٧ كم. من الشمالي الشرقي لطيسفون،LC.I.S) مت: ٥٣) .
[٣] . الستر: ما كان يسدل بين الملك والندامى (التاج: ٤٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>