للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر اتفاق سىّء [١] من كلام سبق

فقال المعتصم:

- «ما كان أحسن الحرب اليوم؟» فقال عمر الفرغاني:

- «الحرب اليوم أجود منها أمس.» فسمعها أشناس وأمسك. فلمّا انصرف المعتصم وانصرف أشناس وقرب من مضاربه ترجّل له القوّاد على عادتهم وفيهم عمر الفرغاني وأحمد بن الخليل بن هشام [٢٥٩] فلمّا مشوا بين يديه قال لهم أشناس:

- «يا أولاد الزنا، أىّ شيء [٢] تمشون بين يدىّ؟ كان ينبغي أن تقاتلوا أمس حيث كان يقاتل غيركم. انصرفوا إلى مضاربكم.» فلمّا انصرفا قال أحدهما لصاحبه:

- «أما ترى هذا العبد ابن الفاعلة- يعنى أشناس- ما صنع بنا اليوم، أليس الدخول إلى بلاد الروم أهون من هذا الذي سمعناه؟» فقال عمر الفرغاني لأحمد بن الخليل:

- «سيكفيك الله أمره عن قريب.» فأوهم أحمد أنّ عنده خبرا، فالحّ عليه أحمد يسأله فأخبره بما هم فيه، وقال العباس بن المأمون:

- «قد تمّ أمره وسيبايع له طاهر أو نقتل المعتصم وأشناس وغيرهما عن قريب.» ثمّ قال:


[١] . فى تد (٤٩١) : شيء.
[٢] . أى شيء. والضبط فى الطبري (١١: ١٢٤٩) : ايش (بالتخفيف اللهجوى) .

<<  <  ج: ص:  >  >>