للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حبس سليمان بن وهب فحدّث بهذا الحديث.

[بين هارون الواثق والأفشين]

قال هارون: فبعث بى المعتصم إلى الأفشين وقال لى:

- «إنه سيطوّل [١] عليك فلا تحتبس.» قال: فدخلت عليه وطبق الفاكهة بين يديه ولم يمسّ واحدة فما فوقها.

فقال لى:

- «اجلس.» فجلست فاستمالنى بالدهقنة. فقلت:

- «لا تطوّل، فإنّ أمير المؤمنين قد تقدّم إلىّ ألّا أحتبس عندك، فأوجز.» فقال لى:

- «قل لأمير المؤمنين يا مولاي، أحسنت إلىّ وشرّفتنى وأوطأت الرجال عقبى ثمّ قبلت فىّ كلاما لم يتحقّق عندك ولم تدبّره بعقلك، كيف يكون هذا وكيف يجوز لى أن أفعل هذا الذي بلغك عنّى؟ تخبر بأنّى دسست منكجور أن يخرج وتقبله، وتخبر أنّى قلت للقائد الذي وجّهته إلى منكجور: لا تحاربه واعذر [٢] به، وإن أحسست بأحد منّا فانهزم من بين يديه. أنت رجل قد عرفت الحرب وحاربت الرجال وسست العساكر، هذا يمكن، رأس عسكر يقول لأحد أن يفعله؟ ولو كان هذا يمكن ما كان ينبغي أن تقبله من عدوّ، وقد عرفت سببه. ولكن مثلي ومثلك يا أمير المؤمنين مثل رجل ربّى عجلا له حتى أسمنه وكبر وحسنت حاله [٣٠٤] وكان له أصحاب اشتهوا أن


[١] . كذا فى الأصل: سيطوّل. فى تد (٥٢٤) والطبري (١١: ١٣١٥) : سيطول (بالضبط، وكذلك فى الموضع الآتي) . أطول: أطال: طوّل.
[٢] . كذا فى الأصل وآ وتد (٥٢٥) والطبري (١١: ١٣١٥) : اعذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>