للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرسخان فى داخلها بساتين كثيرة ومن خارجها كما تدور شجر إلّا فى مواضع أبوابها. وقد جمع فيها [٣٢٤] ابن البعيث آلة الحصار، وفيها عيون ماء.

فلمّا طالت مدّته وجّه إليه المتوكّل زيرك التركي فى مائتي [١] فارس من الأتراك فلم يصنع شيئا فوجّه المتوكّل عمر بن سليل [٢] بن كال فى جماعة من الشاكرية فلم يغن شيئا.

فوجّه إليه بغا الشرابي فى أربعة آلاف ما بين تركىّ وشاكرىّ ومغربىّ، وقد كان الجند قد زحفوا إلى مدينة مرند وقطعوا ما حولها من الشجر فقطعوا نحوا من مائة ألف شجرة من شجر الغياض وغيره ونصبوا عليها عشرين منجنيقا وبنوا بحذاء المدينة ما يستكنّون فيه ونصب عليهم محمد بن البعيث من المجانيق مثل ذلك. وكان من معه من علوج رساتيقه يرمون بالمقاليع، فكان الرجل لا يقدر على الدنوّ من السور فكانوا يغادونه القتال ويراوحونه، وكانت الجماعة من أصحاب ابن البعيث يتدلّون بالجبال معهم الرماح فيقاتلون، فإذا حمل عليهم أصحاب السلطان لجأوا إلى الحائط بالمقاليع وكانوا ربّما فتحوا بابا يقال له باب الماء فيخرج منه عدّة يقاتلون ثمّ يرجعون.

فلمّا قرب بغا الشرابي من مرند بعث عيسى بن الشيخ بن السليل الشيبانى ومعه أمانات لوجوه أصحاب ابن البعيث ولابن البعيث على أن ينزلوا وينزل على حكم المتوكّل، وإلّا قاتلهم [٣٢٥] فإن ظفر بهم لم يستبق منهم أحدا، ومن نزل فله الأمان.

وكان عامّة من مع ابن البعيث من ربيعة من قوم عيسى بن الشيخ، فنزل


[١] . كذا فى الأصل وتد (٥٤٠) . فى الطبري (١١: ١٣٨١) : مائتي ألف فارس.
[٢] . فى تد (٥٤٠) : سيسل بن كال.

<<  <  ج: ص:  >  >>