للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأذن لهم، وفيهم وصيف. فأقبل عليه وقال:

- «يا وصيف أتانا عن طاغية الروم أنّه أقبل يريد الثغور، وهذا أمر لا يمكن أن يمسك عنه، فإمّا شخصت وإمّا شخصت.» فقال وصيف:

- «بل أشخص يا أمير المؤمنين.» فقال لأحمد بن الخصيب:

- «انظر ما تحتاج إليه على أبلغ ما يكون فأقمه له.» قال: «نعم يا أمير المؤمنين.» قال: «ما معنى نعم، قم الساعة يا وصيف ومر كاتبك أن يواقفه [١] على جميع ما يحتاج إليه حتّى تزيح علّته.» فقام أحمد ووصيف حتّى خرج فما أفلح [٢] .

وكتب المنتصر [٣٤٨] كتابا إلى محمد بن عبيد الله بن طاهر وكان ببغداد منصرفا من الحجّ يعرّفه فيه إغزاءه وصيفا ويعلمه أنّه خارج إلى ثغر ملطية للنصف من حزيران ويأمره أن يكاتب عمّاله فى نواحي عمله، ليقرأ كتاب أمير المؤمنين على من قبلهم ويحثّهم على الجهاد ويستفزهم ويلحقهم به فى الوقت المحدود.

ثمّ كتب عن المنتصر كتاب إلى وصيف يأمره بالمقام ببلد الثغر أربع سنين يغزو فى أوقات إلى أن يأتيه رأى أمير المؤمنين.

خلع المعتزّ والمؤيّد أنفسهما

وفى هذه السنة خلع المعتزّ والمؤيّد أنفسهما وأظهرا ذلك.


[١] . فى الطبري (١٢: ١٤٨١) : أن يوافقه.
[٢] . فى الطبري (١٢: ١٤٨١) : فما أفلح ولا أنجح.

<<  <  ج: ص:  >  >>