للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض الملوك فيقووا بهم علينا. وقد كان في ما سلف يستأجر قيصر منهم لقتال ملوك ناحيتنا بأغلى الأجرة، فكان لهم في ذلك القتال بعض الشوكة بسبب أولئك الأتراك، ولأنّ الترك ليس عندهم لذّة الحياة، فهو الذي [١] يجرّيهم مع شقاء معيشتهم على الموت.

فكتبت إليهم: أنّا نقبل من دخل في طاعتنا ولا نبخل على أحد بما عندنا. وكتبت إلى مرزبان الباب آمره أن يدخلهم أوّلا فأولا.

«فكتب إلىّ أنّه: قد أتاه منهم خمسون ألفا بنسائهم وأولادهم وعيالاتهم، وأتاه من رؤسائهم ثلاثة آلاف بأهل بيتهم ونسائهم وأولادهم وعيالاتهم.

«ولمّا بلغني ذلك أحببت أن أقرّبهم إلىّ، ليعرفوا إحسانى إليهم في ما أكرمهم به وأعطيهم، وليطمئنّوا إلى قوّادنا حتّى إذا أردنا تسريحهم مع بعض قوّادنا، كان كلّ واحد بصاحبه واثقا. فشخصت إلى آذربيجان. فلما نزلت آذربيجان أذنت لهم في القدوم، وأتانى عند [٢٠٠] ذلك طرائف من هدايا قيصر، وأتانى رسول خاقان الأكبر ورسول صاحب خوارزم، ورسول ملك الهند، والداور [٢] ، وكابل شاه، وصاحب سرنديب [٣] ، وصاحب كله [٤] ، وكثير من الرسل، وتسعة وعشرون ملكا في يوم واحد، وانتهيت إلى أولئك الأتراك الثلاثة والخمسين الألف، فأمرت أن يصفّفوا هناك، وركبت


[١] . فهو الذي: كذا في الأصل ومط.
[٢] . الداور: ولاية واسعة مجاورة لولاية رخج وبست والغور، وهي ثغر الغور من ناحية سجستان. ومدينة الداورتل وغور، وهما على نهر الهندمند (مع) .
[٣] . سرنديب: جزيرة عظيمة في بحر هركند بأقصى بلاد الهند. (مع) .
[٤] . كله: فرضة بالهند، وهي منتصف الطريق بين عمان والصين في وسط خطّ الاستواء (مع) من جزر الخليج الثاني من بحر الهند (لد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>