للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الردّ، وقال:

- «لأىّ شيء يجرى على مثلك.» فانصرف عنه.

فذكر الصوفىّ الطالبىّ أنّه أتاه فى الليلة التي خرج فى صبيحتها، فبات عنده ولم يعلمه بشيء ممّا عزم عليه، وأنّه عرض عليه الطعام وتبيّن فيه أنّه جائع، فأبى أن يأكل، وقال:

- «إن عشنا أكلنا.» قال: فتبيّنت أنّه قد عزم على فتكة. وخرج من عندي فجعل وجهه إلى الكوفة، وجمع جمعا كثيرا من الأعراب وأهل الكوفة وأتى الفلّوجة فصار إلى قرية تعرف بالعمد. فكتب صاحب الخبر يخبره، فكتب محمد بن عبد الله بن طاهر إلى عامله على معاون السواد وهو عبد الله بن محمود السرخسي وإلى عامل الكوفة وهو أيّوب بن الحسن بن موسى بن جعفر بن سليمان، فأمرهما بالاجتماع على محاربته.

فمضى يحيى بن عمر فى تسعة نفر من الفرسان إلى الكوفة فدخلها وصار إلى بيت مالها، فأخذ ما فيه وبه سبعون ألفا وألفا دينار، وأظهر أمره بالكوفة [٣٦١] وفتح السجون وأخرج عمّال السلطان عنها. فلقيه عبد الله بن محمود [وكان] فى عداد [١] من الشاكرية، فضربه يحيى على وجهه ضربة أثخنه.

فانهزم ابن محمود مع أصحابه وحوى يحيى ما كان مع ابن محمود من الدوابّ والمال.

ثمّ خرج يحيى من الكوفة إلى سوادها ولم يقم بالكوفة ولحقه جماعة من الزيديّة وأعراب أهل الطفوف والسيب إلى ظهر واسط، وكثر جمعه. ووجّه


[١] . كذا فى الأصل وآ ومط والطبري (١٢: ١٥١٧) : عداد. فى تد (٥٦٧) : عباد.

<<  <  ج: ص:  >  >>