للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طاهر وضمّ إليه الجيش وجعل إليه [٣٨١] الأمر والنهى وتدبير الحرب إلى كلباتكين فعسكر بالقاطول فى خمسة آلاف من الأتراك والفراغنة وألفين من المغاربة فوافوا عكبرى فصلّى أبو أحمد ودعا للمعتزّ وكتب بذلك فتحا إلى المعتزّ وجعل الأتراك ينتهبون القرى ما بين عكبرى وبغداد وأوانا وهرب الناس منهم وجلّوا عن الغلّات والضياع فخربت وهدمت المنازل وسلب الناس وجرى فى ذلك أمر فظيع قبيح.

ولمّا وافى الحسن بن الأفشين مدينة السلام وكّل بباب الشماسية. ثمّ وافى أبو أحمد فى عسكر الشماسية ووافت طلائع الأتراك إلى قريب من باب الشماسية فوجّه محمد بن عبد الله الحسين بن إسماعيل والشاه بن ميكال فيمن معهما.

فلمّا عاين الأتراك الأعلام والرايات قد أقبلت نحوهم انصرفوا إلى معسكرهم وانصرف الحسين والشاه. ثمّ وافى باب الشماسية إثنا عشر فارسا من الأتراك فشتموا من هناك ورموهم بسهامهم، وكان محمد تقدم ألّا يبدأهم بقتال، فلمّا فعلوا ذلك وأكثروا من الشتم والرمى أمر علّك [١] صاحب المنجنيق. فرموا بحجر أصاب فقتل واحد منهم فنزل أصحابه فحملوه وانصرفوا إلى معسكرهم. ثمّ وافى الأتراك باب [٢] الشماسية فرموا بالسهام [٣٨٢] وبحجارة المنجنيق والعرّادات وكان بينهم قتلى وجرحى.

وحمل محمد بن عبد الله الصلات لمن أبلى فى الحرب، وأطوقة وأسورة من ذهب، وكان الجرحى فى الفريقين متقاربين فى العدد، وانهزم عامة أهل بغداد وثبت أصحاب البواري وأحضرت الأتراك منجنيقا فغلبهم عليه الغوغاء وكسروا قائمة من قوائمه وأمر بحمل الآجرّ من قصر الطين وتلك الناحية إلى


[١] . كذا فى الأصل: علّك. فى الطبري (١٣: ١٥٥٩) : علك (دون تشديد) .
[٢] . حذف من تد ما يعادل عدة صفحات.

<<  <  ج: ص:  >  >>