للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هؤلاء فما أقدرك على من وراءك.» فقال: «لى تدبير والله الكافي.» فقال له أبو الساج:

- «السمع والطاعة.» ومضى لما أمره به.

فلمّا صار إلى المدائن ثمّ إلى الصيّادة ابتدأ فى حفر خندق كسرى وكتب يستمدّ فوجّه إليه خمسمائة رجل. وكان شخوصه فى ثلاثة آلاف فارس وراجل ثمّ استمدّ حتّى حصل فى عسكره ثلاثة آلاف فارس وألفا راجل.

ووجّه محمد بن عبد الله إلى الأنبار نجوبة بن قيس فى الأعراب وأمره بالمقام بها والفرض [٣٨٨] لأعراب الناحية، فأثبت نحوا من ألفى رجل وأقام بالأنبار وضبطها فبلغه أنّ قوما من الأتراك قصدوه فبثق الماء من الفرات إلى خندق الأنبار وفاض من الصحارى إلى ناحية السيلحين. فصار ما يلي الأنبار بطيحة، وقطع القناطر وكتب يستمدّ فندب للخروج إليه رشيد بن كاوس أخو الأفشين فى ألف رجل وأمدّه ابن طاهر بثلاثمائة رجل انتخبهم من القادمين من الثغور. فرحل، وأخرج المعتزّ أبا نصر بن بغا من سرّ من رأى على طريق الإسحاقى فسار يومه وليلته، وصبّح الأنبار ساعة وصل رشيد فنزل رشيد خارج المدينة وكان نجوبة نازلا المدينة.

فلمّا وافى أبو نصر عاجل رشيدا وهم غارّون على غير تعبئة فوضع فيهم السيف وثار أصحاب رشيد إلى سلاحهم فقاتلوا الأتراك والمغاربة أشدّ قتال وقتلوا منهم جماعة، ثمّ انهزم الشاكرية ورشيد على الطريق الذي جاءوا منه وبلغ نجوبة [١] ما لقى رشيد وأصحابه، فعبر إلى الجانب الغربي وقطع جسر


[١] . فى الأصل: بحونة: والضبط من الطبري وتد، كما سبق. ما فى آمهمل دون أىّ نقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>