للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر سبب خلعه]

لمّا جرى فى أمر الكتاب وأمر الأتراك ما جرى، لم يرتفع من حصّتهم ما ظنّه الأتراك وتقاعد بهم الكتاب فصاروا إلى المعتزّ يطلبون أرزاقهم. وقال الأتراك:

- «وفّنا أرزاقنا حتّى نقتل لك صالح بن وصيف وينتظم أمرك.» فأرسل المعتزّ إلى أمّه يطلب منها مالا يرضى به الأتراك فقالت:

- «ما عندي مال.» فلمّا نظر الأتراك إلى امتناع الكتّاب من أن يعطوهم شيئا ولم يجدوا فى بيوت المال شيئا والمعتزّ وأمّه قد امتنعا من أن يسمحا لهم بشيء، صارت كلمتهم واحدة وكلمة الفراغنة والمغاربة معهم، فاجتمعوا على خلع المعتزّ.

فصاروا إليه، فلم يرعه إلّا صياح القوم، وإذا صالح بن وصيف وبايكباك ومحمد بن بغا أبو نصر قد دخلوا فى السلاح، فجلسوا على باب المنزل الذي ينزله المعتزّ. ثمّ بعثوا إليه:

- «اخرج إلينا.» فبعث إليهم:

- «إنّى أخذت أمس دواء وقد أخلفنى اثنى [١] عشر مجلسا، وما أقدر على الكلام من الضعف، فإن كان لا بدّ منه، فليدخل إلىّ بعضكم وليعلمني.» وهو يرى أنّ أمره واقف على حاله.

فدخل إليه جماعة من أهل الكرخ والدور [٤٣٤] من خلفاء القوّاد، فجرّوا


[ () ] حذفناه غير موجود فى مط.
[١] . فى الأصل: اثنا عشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>