للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر السبب فى ذلك كان السبب فى ذلك أنّ قبيحة كتبت إلى موسى بن بغا- لمّا رأت من الأتراك اضطرابا [٤٤٢] وأنكرت أمرهم- تسأله القدوم إلى ما قبلها وأمّلت بوروده فرجا لها ولابنها. فعزم موسى على الانصراف إليها وكتب إلى مفلح وهو بطبرستان يأمره بالانصراف إليه وهو بالرىّ. فورد عليه كتاب موسى وقد توجّه نحو أرض الديلم فى طلب الحسن بن زيد.

فلمّا ورد عليه الكتاب انصرف راجعا. فعظم ذلك على رؤساء طبرستان ومن كان هاربا قبل قدوم مفلح، وكانوا قد رجوا [١] بقدومه الرجوع إلى منازلهم وأموالهم. وذلك أنّ مفلحا كان يعدهم اتّباع الحسن بن زيد حتّى يظفر به أو يخترم [٢] دونه، فلمّا رأى الناس انصرافه من غير عسكر للحسن بن زيد ولا أحد من الديلم، سألوه عن السبب الذي صرفه وجعلوا يكلّمونه وهو كالمسبوت [٣] لا يجيبهم فلمّا أكثروا عليه قال لهم:

- «ورد علىّ كتاب موسى بعزيمة منه أن لا أضع كتابه من يدي حتّى أقبل إليه، وأنا مغموم بأمركم، ولكن لا سبيل إلى مخالفة الأمير.» ولم يتهيّأ لموسى الشخوص من الرىّ إلى سرّ من رأى حتّى وافاه الكتاب بهلاك المعتزّ وقيام المهتدى بعده بالأمر. ففثاه ذلك عمّا عزم عليه من الشخوص، لفوت ما كان قدّر إدراكه من أمر المعتزّ. [٤٤٣] ثمّ إنّ الموالي الذين فى عسكر موسى بلغهم ما استخرج صالح بن وصيف من أموال الكتّاب وأسباب المعتزّ والمتوكّل، فحسدوا المقيمين بسرّ من رأى.


[١] . فى مط: رجعوا.
[٢] . يخترم: كذا فى آومط والطبري (١٢: ١٧٣٧) والثاني مهمل فى الأصل.
[٣] . سبت الرجل: أخذه السّبات.

<<  <  ج: ص:  >  >>