للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك وانصرف.

وعقد المعتمد لأخيه أبى أحمد على الكوفة وطريق مكّة ثمّ، عقد له على بغداد والسواد وواسط وكور دجلة والبصرة والأهواز وفارس فولّى خلفاءه وأمر أن يعقد ليارجوخ [١] على البصرة وكور دجلة واليمامة والبحرين فولّى منصور بن جعفر بن دينار البصرة وكور دجلة.

واستحثّ سعيد الحاجب فى المصير إلى دجلة والإناخة على صاحب الزنج ففعل ذلك ومضى إلى نهر معقل وكان هناك جيش لصاحب الزنج بالنهر المعروف بالمرغاب وهو معترض فى نهر معقل فأوقع بهم وهزمهم واستنقذ ما فى أيديهم من النساء وأصاب سعيدا جراحات منها جراحة فى فيه. ثمّ سار سعيد إلى الموضع المعروف بعسكر أبى جعفر واستعدّ للقاء صاحب الزنج بالفرات فقصدهم وهزمهم واستأمن إليه عمران وهو زوج جدّة ابن صاحب الزنج وتفرّق ذلك الجمع.

فحكى من حضر ذلك الموضع قال: لقد لقيت المرأة من سكّان الفرات تجد الزنجىّ مستترا بتلك الأدغال [٤٨١] فتخرجه وتحمله إلى عسكر سعيد ما به عنها امتناع.

ثمّ أوقع الخبيث وقعات متوالية. ثمّ إنّ الخبيث وجّه إلى يحيى بن محمد البحراني صاحبه وهو مقيم بنهر معقل جيشا وأمره بتوجيه سليمان بن جامع وابن الليث الإصبهانى ليلا مع عسكر قوىّ حتّى يوقعا بسعيد وقت طلوع الفجر، ففعل ذلك فصادفا منهم غرّة وغفلة فأوقعا بهم وقتلا منهم مقتلة عظيمة. وأحرق الزنج عسكر سعيد فضعف سعيد ومن معه ودخل أمرهم خلل لهذا البيات وقد كانت أرزاقهم احتبست عنهم من جهة منصور بن جعفر


[١] . ما فى الأصل ومط مهمل. والإعجام من الطبري (١٢: ١٨٤٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>