للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى أصحابه وفشا فيهم الموت. فلم يزل مقيما حتّى أبلّ [١] من نجا من الموت.

ثمّ انصرف إلى باذآورد [٢] [٤٩٠] فعسكر به وأمر بتجديد الآلات وإعطاء من معه الأرزاق، وأصلح الشذاءات والمعابر وشحّنها بالقوّاد، ونهض يريد عسكر الخبيث وأنفذ قوما إلى نهر أبى الخصيب، فمال أكثر الناس حين وقعت الحرب إلى نهر أبى الخصيب. وتأمّل الزنج قلّة مع من هو فى جانب أبى أحمد الموفّق، فأكبّوا عليه وكثر القتل فى الجانبين.

ثمّ صار أبو أحمد الموفّق إلى شذاءة وتوسّط الحرب وحرّض أصحابه فكثر عليه الزنج وعلم أنّه لا طاقة له بهم، وانقطع عنه جماعة حجز الزنج بينه وبينهم واقتطعوهم عنه. فقاتلوا قتالا شديدا، ثمّ قتلهم الزنج بأسرهم وانصرف القوم إلى باذاورد وحملت الرؤوس إلى صاحب الزنج فوقعت نار فى طرف من أطراف عسكره وذلك فى عصوف الرياح، فاحترق العسكر، ورحل أبو أحمد الموفّق إلى واسط. فلمّا صاروا إلى واسط تفرّق عنه من بقي معه وتشتّت ذلك الجمع العظيم.

[ودخلت سنة تسع وخمسين ومائتين [٤٩١]]

انصراف أبى أحمد واستخلاف أحمد المولّد لحرب صاحب الزنج

وفيها انصرف أبو أحمد بن المتوكّل من واسط إلى سرّ من رأى واستخلف على حرب الخبيث أحمد المولّد.

وكان خفى على صاحب الزنج أمر الحريق الذي كان فى أصحاب أبى


[١] . أبلّ من مرضه: برئ وصحّ.
[٢] . فى مط: باداورد. فى المراصد، باذورد: اسم مدينة كانت قرب واسط، بينها وبين البصرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>