للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملك يعقوب نيسابور هرب عبد الله فلحق بالحسن بن زيد وشخص يعقوب فى طلبه.

فلمّا صار إلى قرب سارية لقيه الحسن بن زيد وكان يعقوب بعث إليه أن يوجّه إليه بعبد الله السجزىّ حتّى ينصرف عنه فإنّه إنّما قصد طبرستان لأجله لا لحربه. فأبى الحسن تسليمه إليه.

فلمّا التقى عسكراهما لم يكن إلّا كلا ولا، حتّى انهزم الحسن إلى أرض الديلم ودخل يعقوب سارية ثمّ مضى منها إلى آمل، فجبى أهلها خراج سنة، ثمّ شخص فى طلب الحسن بن زيد. فلمّا صار فى بعض جبال طبرستان تتابعت عليه الأمطار نحوا من أربعين يوما فلم يتخلّص منه إلّا بمشقة شديدة ولم يمكنه النزول إلّا على ظهور الرجال [١] وهلك ما معه من الظهر.

ثمّ رام الدخول خلف الحسن بن زيد [٤٩٦] [إلى الشرز [٢]] فأخبر بعض من شاهده أنّه كان يقدم عسكره وأمرهم بالوقوف ليتأمّل الطريق فلمّا رآه عاد إلى أصحابه وأمرهم بالانصراف وقال:

- «إن لم تكن إليه طريق غير هذا فلا طريق إليه.» وكان نساء تلك الناحية قلن لرجالهن: دعوه يدخل فإنّه إن دخل كفيناكم وعلينا أخذه وأخذ من معه.» فانصرف وقد ذهب معظم خيله وإبله وأثقاله ورجاله، وكتب إلى السلطان بفتح طبرستان وهزيمة الحسن بن زيد.

وسار يعقوب إلى الرىّ وبها الصلابىّ من قبل موسى بن بغا.


[١] . والعبارة فى الطبري (١٢: ١٨٨٤) : صعد جبلا، لمّا رام النزول عنه لم يمكنه ذلك إلّا محمولا على ظهور الرجال.
[٢] . كذا فى الطبري (١٢: ١٨٨٤) . وفى المراصد، الشرّر [بالراء المهملة] : جبل فى بلاد الديلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>